– يسعى التحالف الى دعم الالوية العسكرية ضمن الجيش الوطني المؤيد للشرعية وتسليحها بشكل افضل وتقويتها بشكل اكبر كي تتمكن من التأثير في المشهد العسكري، ويكون لهذا الجيش الدور الابرز في حسم المعركة ودحر المليشيات بتعز.. الا ان العمليات العسكرية الأخيرة التي قادتها المقاومة لتحرير أجزاء كبيرة من تعز في جبهات الجحملية والحوض والمحافظة وصالة وقيادة المحور …. أظهرت الجيش انه على الهامش وانه مازال ضعيف التاثير في العمليات العسكرية، ولم يحدث التأثير الذي يطمح اليه قياداتها او تطمح اليه مؤسسة الرئاسة والتحالف خصوصاً وسط المدينة –وارجو ان يكون هذا القول خاطى- ويمكن تبرير ضعف تقدم الجيش انه تم تشكيله من الوية جديدة لم يكن لها وجود باستثناء اللواء 35 وان معظم المنتميين الى تلك الالوية من الشباب الذين لم يتعاملوا مع السلاح سابقاً وتم تدريبهم على السلاح وتهيئتهم نفسياً للتعامل معه وهذا تطلب وقت، ولم يوجد لها مقرات رسمية يمكنها من خلالها إدارة عملياتها وتستقر فيها لمتابعة الأوضاع وأسباب أخرى … بالإضافة الى ان تحركاتها واعمالها العسكرية والقتالية لم تحظى بتغطية إعلامية مناسبة رغم الانتصارات التي تحققها، على عكس المنتميين للمقاومة التابعة للشيخ المخلافي لديهم تدريب عالي ويمتلكون خلفيات عسكرية وقتالية ومعظمهم خاضوا معارك سابقة ولديهم مساندة إعلامية. ولربما ان تلك القيادات العسكرية لالوية الجيش لم تكن تعلم بتحركات المقاومة الأخيرة وانها تفاجأت بالتقدم الذي حققته في تلك المناطق.. وذلك يعكس ضعف التنسيق بين تلك القيادات العسكرية وقيادة المقاومة او ضعف الثقة بينهما رغم ان جميعها تعمل في جبهة واحدة، وتحت شعار واحد وضمن المجلس العسكري للمحافظة.
– يتعامل التحالف العربي بحذر شديد مع تعز كون القوة الرئيسية المسيطرة على الأرض هي القوات التابعة لقائد المقاومة الشعبية الشيخ حمود المخلافي والمحسوب على الاصلاح وعلي محسن – ويعرف عن علاقة الرجل بهم- لكن تثبت الاحداث ان الرجل قاد المقاومة من منطلق انتمائه لتعز والدفاع عن تعز وليس عن حزب الإصلاح وبعيداً عن الحسابات الحزبية، وقدم انتمائه لتعز عن أي انتماءات أخرى سواءً لحزب الإصلاح او جهة اخرى، وعرف عن الرجل الشجاعة والشهامة والاقدام ومثله مثل معظم مشائخ اليمن فيغلب عليه الطابع القبلي عن الحزبي، فهو ليس مؤدلج بالشكل الذي سيغلب فيه مصلحة الاصلاح على تعز ويبني تحالفاته مع الإصلاح وغيره وفق مصالح مشتركة ، وهو ما جعل شباب ورجالات تعز المناهضين للانقلاب والرافضين لاحلال المليشيات محل الدولة التواقين للمدنية يلتفون حوله ودفع احزاب تعز مساندة المقاومة بكافة وسائل الدعم ودعوتها الى دعم ومؤازرة المقاومة وانخراط شباب ورجالات أحزاب الاشتراكي والناصري وغيرها وكثير من المستقلين في المقاومة وقد كان الفضل في انطلاق المقاومة لقائدها المخلافي بعد فضل الله تعالى ثم دعم التحالف العربي.
– لعل ما يثير حفيظة بعض دول التحالف ان المقاومة المنضوية تحت قيادة المخلافي من حزب الإصلاح، وان تحرير تعز سيحكم قبضة حزب الإصلاح ويمكنهم من السيطرة على المحافظة ويستطيعون فرض انفسهم على بقية المكونات وشروطهم على السلطة –وهو ما حدث بشأن تعيين المحافظ-. والحقيقة خلاف ذلك فتعز كلها مقاومة فقد انتفض شبابها ورجالها وتتداعوا من القرى والمديريات والسهول والجبال والوديان والهضاب وتداعوا من المدن الأخرى لصد العدوان الحوثي والدفاع عنها، وان استبعاد أي مكون صغر او كبير من المعادلة السياسية سيكون له تبعات خطيرة على تعز واليمن، وكذا بعض التحفظات حول تعز كونها ذات كثافة سكانية كبيرة لها وتأثيرها في الانتخابات السياسية، ودورها التنويري والريادي في نشر الثقافة على ربوع الوطن، ويجب على رجال المقاومة بقيادة المخلافي تعزيز الثقة مع مؤسسة الرئاسة والحكومة والتحالف والداخل اليمني بإرسال الرسائل و التطمينات كما حدث في بداية انطلاق المقاومة حيث صرح بانه فرد من افراد المقاومة وانه لحق برجال المقاومة ولا يرغب بتولي منصب المحافظ والامتثال للشرعية الدستورية.
– وكان وما يزال اعلام الحوثيين وصالح يسعون الى التسويق الإعلامي بان الحرب بينهم وبين حمود المخلافي وحزب الإصلاح بتعز بغرض تحييد رجال تعز من مواجهتهم، ولم يستطيعوا تزييف وعي المواطنين وتمرير هذا الزيف الإعلامي – و الكل مدرك مغزاهم- وبالمقابل كان اعلام الإصلاح يكرس جهوده لتوعية المواطنين بحقيقة الحرب التي يشنها الحوثيين بتعز واليمن وان المقاومة تشمل جميع رجال تعز من مختلف انتماءاتهم السياسية وما زال يواصل ذلك، بيد ان- أي اعلام الإصلاح- في الآونة وبعد تحرير عدن بدأ يسلط الضوء في تعز على شخصيات بعينها محسوبة عليه