مني المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم أمس بهزائم فادحة في كل جبهات القتال المحتدمة في اليمن. وأفشلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، أمس، هجوماً مباغتاً للمتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لاستعادة مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف الخاضعة لسيطرة القوات الشرعية منذ 18 ديسمبر الماضي. وقالت مصادر قبلية في الجوف لـ «الاتحاد»، إن الميليشات الحوثية المرابطة في منطقة «العقبة»، القريبة من الحزم، حاولت الزحف في اتجاه عاصمة المحافظة لاستعادتها «لكن القوات الحكومية تصدت لها واشتبكت معها وكسرت زحفها».
وأعلنت جهة إعلامية تابعة للمقاومة في الجوف اعتقال 15 من الجماعة الحوثية المدعومة من إيران أحدهم مصاب، بالقرب من منطقة «العقبة»، مشيرة إلى أن بين المعتقلين قيادي ميداني في الجماعة المتمردة، وكنيته أبو يوسف. وتزامنت الاشتباكات في جبهة العقبة-الحزم مع اندلاع مواجهات عنيفة في منطقة «الصدرين» القريبة والتابعة لـ «خب والشعف» كبرى بلدات محافظة الجوف، حيث تسيطر قوات الشرعية على معظم مناطقها. وقال مصدر قبلي: «تجددت الاشتباكات في «الصدرين» بعد أن هاجمت المقاومة مواقع للمتمردين هناك»، مؤكداً أن الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. وأعلنت مصادر في المقاومة السيطرة على «جبال الخرشة في محور صبرين في مديرية خب والشعف» . وقصف التحالف العربي أمس، تجمعات للمتمردين في الجوف، خصوصاً في بلدة الغيل جنوب المحافظة.
على صعيد متصل، فشل مقاتلو جماعة الحوثي في استعادة مناطق ومواقع في مدينة ميدي، وهي ميناء حيوي في محافظة حجة شمال غرب البلاد وحررته قوات الشرعية في ديسمبر. وقال مستشار وزير الدفاع اليمني، اللواء علي حميد القشيبي، المكلف مهام قائد المنطقة العسكرية الخامسة (شمال غرب)، إن «ميليشات الحوثي وصالح حشدت بشكل كبير خلال الأيام الماضية لاستعادة ميدي ومدينة حرض (المجاورة) لكنها فشلت». وذكر اللواء القشيبي لصحفيين استقبلهم في مقره العسكري في حرض الليلة قبل الماضية، أن هناك ترتيبات جارية لتوسيع نطاق العمليات العسكرية والتقدم صوب مدينة عبس المجاورة لمحافظة الحديدة الساحلية الاستراتيجية، مضيفا أن «النصر الذي تحقق في الجبهة تجاوز الإمكانيات المتوافرة، حيث كان مرسوم في الخطة (التقدم) خمسة كيلومترات فقط». وقال إن المتمردين الحوثيين زرعوا كميات كبيرة من الألغام المتعددة الأحجام والأغراض، بعضها بلاستيكية يصعب اكتشافها بالأجهزة البسيطة، وهو ما أعاق تقدم قوات الجيش الوطني.
وأرسل الجيش اليمني الوطني أمس من معسكراته التدريبية في محافظة مأرب (شرق) تعزيزات عسكرية لقواته في مدينتي حرض وميدي، حسب مصادر عسكرية في المقاومة الشعبية في مأرب حيث تواصل معركة تطهير بلدة صرواح غرب المحافظة. وشن التحالف العربي السبت غارات على مواقع وتجمعات المتمردين الحوثيين في صرواح، وفي بلدة خولان القريبة شرق العاصمة صنعاء حيث أصابت ضربات جوية معسكرا لقوات صالح في البلدة. كما استهدفت غارات خلال ليل الجمعة السبت قواعد عسكرية رئيسية لمتمردي الحوثي وصالح في العاصمة صنعاء، منها معسكر ألوية الصواريخ في جبل عطان والمجمع الرئاسي ومعسكر النهدين المطل عليه جنوب العاصمة، إضافة إلى قاعدة الديلمي الجوية (شمال) ومعسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحة غرب صنعاء. كما طال القصف تجمعات للميليشات في بلدة نهم، شمال غرب صنعاء، حيث تواصل قوات الشرعية التقدم إلى العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون منذ أواخر سبتمبر 2014. وشن التحالف العربي تسع غارات عنيفة على مخابئ أسلحة وذخائر للمتمردين في جبل المرحة المطل على مدينة عمران شمال العاصمة.
وفي تعز ثالث مدن البلاد، أفشلت قوات الجيش الوطني والمقاومة هجمات للمتمردين استهدفت مواقع لها في منطقتي عصيفرة والضباب شمال وغرب المدينة المنكوبة جراء القتال والحصار الذي يفرضه الحوثيون منذ أبريل. وأعلن المجلس العسكري الذي يقود المقاومة في تعز تطهير حصن الغليبة الواقع في منطقة الأعبوس في بلدة حيفان جنوب تعز بعد اشتباكات عنيفة خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتمردين، بينما أفادت مصادر في المقاومة بسيطرة قوات الشرعية على مناطق حيوية على الطريق الرئيسي الذي يربط بين تعز ومحافظة الحديدة إثر مواجهات خلفت قتلى في صفوف الحوثيين وقتيل من المقاومة. وفي غضون 48 ساعة ماضية، قتل قرابة 25 متمرداً في المواجهات بتعز وفي غارات جوية للتحالف العربي تركزت أمس على مواقع الحوثيين وقوات صالح في منطقة الأقروض في بلدة المسراخ التي حررت الشرعية معظم أجزائها الخميس الماضي.
كما قتل 14 حوثياً وأصيب آخرون في اشتباكات مع المقاومة الشعبية في مواقع حدودية بين محافظتي تعز ولحج (جنوب). ولقي ستة من المتمردين مصرعهم عندما حاولوا التسلل إلى قرية الحدب في بلدة كرش شمال لحج، بينما نعت المقاومة الجنوبية مقتل أحد أفرادها في المواجهات بحبل المشيبك على الحدود بين المحافظتين.
وفي الضالع، كثف المتمردون قصفهم العشوائي على قرى سكنية في منطقة مريس بالقرب من مدينة دمت شمال المحافظة الجنوبية. وقال سكان لـ»الاتحاد»، إن طفلا في الخامسة من عمره لقي مصرعه برصاص قنّاصة الحوثيين استهدفوا بشكل عشوائي قرية صولان في المنطقة المضطربة منذ أسابيع. وفي محافظة إب وسط البلاد، لقي قيادي ميداني للحوثيين مصرعه وثلاثة من مرافقيه مصرعهم في حادث غامض في بلدة الشعر شرق المحافظة حيث انتفض مسلحون قبليون يقودهم ضابط في الجيش، وهو العقيد بكيل غلاب، وسيطروا على مداخل مدينة يريم الشمالية.