التفاصيل الكاملة لليوم الأول من عملية ‏نصر الحالمة تعز

انطلقت اليوم الاثنين عملية عسكرية واسعة النطاق، بهدف فك الحصار وتحرير محافظة تعز من أي تواجد لميليشيا الحوثي والمخلوع، وحملت العملية مسمى “نصر الحالمة”.

وتشارك في العملية وحدات عسكرية من المنطقة العسكرية الرابعة وكتائب من المقاومة الشعبية وقوات من نخبة دول التحالف، علاوة على تغطية جوية مكثفة رافق الهجوم البري من مداخل مختلفة للمدينة.

وأحرزت العملية في ساعاتها الأولى انتصاراً نوعياً في الميدان، كما تكبد الانقلابيون خسائر فادحة في الأفراد والعتاد العسكري، دفعت قيادات حوثية في مديرية الوازعية التواصل مع قادة في الجيش والمقاومة بهدف تأمين خروج آمن لهم، حسب مصدر خاص تحدث لـ”صوت المقاومة”.

تقدم كبير

وفي اليوم الأول للعملية، التي لم يتم التصريح بمدتها بعد، حققت جبهة الشرعية (الجيش الوطني، والمقاومة، وقوات التحالف) تقدماً نوعياً وصفه قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد سيف اليافعي بـ”الكبير”.

وقال اليافعي، في تصريح تلفزيوني رصده “صوت المقاومة” إنهم اخترقوا جبهة الدفاع للانقلابيين في الأربع الساعات الأولى من الهجوم، وتقدموا لمسافة تبلغ 25 كيلو.

وذكرت مصادر محلية لـ”صوت المقاومة” بأنه تم تحرير مواقع استراتيجية هامة في تعز وبالذات في المنطقة الغربية في المدينة.

وبدأت العملية العسكرية بعد التنسيق مع المقاومة والجيش داخل المدينة، وتقدمت قوة عسكرية من المنطقة الرابعة والتحالف إضافة إلى تشكيلات من المقاومة بتغطية كثيفة لطائرات التحالف.

وأشار اللواء اليافعي بأن الهجوم تم من كرش الشريجة، وباتجاه الوازعية، وباتجاه البرح.

وأفادت مصادر عن سيطرة المقاومة لمواقع مختلفة بين كرش والشريجة، على طريق الوصول إلى تعز.

في حين ذكرت مصادر إعلامية لـ”صوت المقاومة” تقدم الجيش والمقاومة في الظريفية بمديرية الوازعية باتجاه الشيقرة مركز المديرية واقتربوا من مثلث الظريفه.

كما تم تطهير جبل المنصوره المطل على الشيقره، ووصلوا الى قرية المحيفير فيما رجال المقاومة في الاحيوق وصلوا الى منطقة الخنة.

وبعد ذلك نجحت المقاومة والجيش مسنودين بطائرات التحالف في تطهير تبة الخوعة الواقعة بين حي الدحي وجامعة تعز غرب المدينة.

خسائر الانقلابيين

قدر المركز الإعلامي للمقاومة في تعز مقتل 35 من عناصر مليشيا الحوثي والمخلوع وجرح العشرات منهم، وتدمير العديد من الآليات التابعة لهم في قصف التحالف والمواجهات داخل المدينة، بينهم 10 حوثيين قتلوا في غارة لتعزيزاتهم في منطقة الطمر مديرية موزع غرب تعز.

وأفادت مصادر في الجيش الوطني، عن تدمير التحالف ومدفعية ودبابات الجيش الوطني عشرات الآليات العسكرية للانقلابيين منها أطقم ومدرعات مصفحة، أثناء المواجهات

وكشف اللواء اليافعي، عن أسرهم للعشرات من تلك الميليشيات التي كانت تتواجد في مواقع تم استعادتها.

وتمكنت مدفعية الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة الضباب من تدمير مدفعية المليشيا التي كانت متمركزة بالقرب من نجد قسيم جنوب غرب المدينة.

وقصف رجال المقاومة بالمدفعية الثقيلة تحصينات الحوثيين والموالين للمخلوع في جامعة تعز تمهيداً لاقتحامها، فيما تحدثت أنباء عن سيطرة المقاومة على البوابة الخلفية للجامعة.

واستشهد خمسة من أبطال الجيش والمقاومة في المعركة الدائرة مع الانقلابيين بمديرية الوازعية جنوب غرب المدينة، فيما استشهد 7 وجرح 33 من المدنيين، جراء القصف الهستيري الذي اعتاد الحوثيون عليه ويصوبونه نحو الأحياء السكنية في المدينة.

غطاء جوي كثيف

رافق التقدم البري للجيش والمقاومة وكوادر التحالف، تغطية جوية كثيفة بطائرات الأباتشي والـf16، حيث تحدثت مصادر لـ”صوت المقاومة” عن عشرات الغارات التي لم تشهدها محافظة تعز من قبل، واستهدفت مواقع حساسة لميليشيا الحوثي والمخلوع.

ومن المواقع التي قصفتها طائرات التحالف وتتمركز فيها ميليشيا الحوثي والمخلوع «جسر الريدة على خط الراهدة الشريجة وتم تدمير طقم، وجبل حمالة بالراهدة، وجبل الهان بالضباب، والتبة السوداء بالضباب».

وكانت الطائرات بدأت باستهداف المواقع الحوثية، منذ مساء الأحد، تمهيداً لبدء الهجوم، وسُمع دوي انفجارات عنيفة جراء قصف طال مخازن أسلحة للانقلابيين في الوازعية والقصر الجمهوري وصاله.

ومساء اليوم شن طيران التحالف العربي غارات استهدفت تجمعاً للميليشيات في منطقة الكريف بمديرية المسراخ، ومواقع في حي عمد بمنطقة بيرباشا غرب المدينة، وموقع لهم بمطار تعز الدولي (شرقاً).

ويقول خبراء عسكريون، إنه في حال استمرت عملية التحرير بنفس وتيرة اليوم، فإن تطهير تعز لن تستغرق فترة طويلة، خصوصاً بعد الانهيار والتهاوي الذي حصل للميليشيات في أول يوم للعملية.

وسبق بدء عملية الحسم قدوم تعزيزات عسكرية، تحوي أسلحة ضخمة من مدرعات ودبابات وكاسحات ألغام وذخائر، علاوة على مئات الجند الذين بدأوا بالتموضع في ساحة المعركة.

ويُبدي أبناء محافظة تعز تفاؤلهم الكبير بالعملية، ويقولون إنها ستخلصهم من الوضع الإنساني السيء الذي تسبب فيه الحوثيون والموالون للمخلوع، فيما يرى بقية اليمنيون في المحافظات والمدن الأخرى بأن تحرير تعز، خطوة استراتيجية في طريق استعادة كامل جغرافية اليمن من قبضة الميليشيات.