المقاومة الجنوبية تلقي القبض على «خلايا نائمة» بمداخل عدن

ندب برس – الشرق الأوسط

قالت مصادر محلية مطلعة في عدن لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «المقاومة الشعبية في نقطة العلم، التي تربط بين محافظتي عدن وأبين، ألقت القبض على عدد من الأشخاص وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة، بينها قناصة، وذخائر كانت في طريقها إلى الخروج من عدن إلى جهة غير معلومة، حتى اللحظة». وقالت المصادر إن «أفراد المقاومة في النقطة العسكرية تحفظوا على الكميات المضبوطة».

إلى ذلك، تتوالى فرق المقاومة الجنوبية بعدن في تعقب الخلايا النائمة وتشديد رقابتها الأمنية على مداخل مدينة عدن وفي الأحياء والمدن الداخلية، وذلك بعد شهر ونيف من تحريرها من قبضة ميليشيا الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي صالح، وكانت نقطة تفتيش تابعة للمقاومة الجنوبية بمنطقة العلم (شمال – شرق) عدن وعلى مداخل المدينة من جهة محافظة أبين، قد تمكنت أمس (الثلاثاء) الماضي، من ضبط صواريخ متطورة كانت في طريقها على متن سيارة صوب مدينة عدن، بحسب ما صرح به القيادي في المقاومة الجنوبية، عبد الخالق العنبوري، مشيرًا إلى أن «الصواريخ المضبوطة اتضح أنها خطيرة للغاية حيث تم التحفظ عليها لدى المقاومة التي فتحت تحقيقًا في الحادث، وكانت المقاومة قد ألقت القبض على عناصر خلية للحوثيين، أول من أمس، في مدينة الممدارة شرق الشيخ عثمان بعدن».

وفي إفادة خاصة بـ«الشرق الأوسط» قال العقيد عادل الحالمي، قائد المقاومة الجنوبية بجبهة الممدارة شرق عدن، بأن «كتيبة (الشهيد امجد جمال) التابعة للمقاومة الجنوبية تمكنت من ضبط إحدى الخلايا النائمة التابعة لميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، كانت تخطط لاستهداف أمن واستقرار مدينة عدن وارتكاب عمليات إجرامية»، موضحًا أن «جنود نقاط التفتيش التابعة للكتيبة أوقفت سيارة نوع (دينا) بعد الاشتباه فيها، ووفق معلومات استخباراتية وصلتهم، وبعد أن تم تفتيشها وجد أن إحداها تحمل مستلزمات عسكرية، ومتفجرات وأسلاك تفجير وصواعق وعدد من صور قائد الحوثيين».

وأشار العقيد الحالمي إلى أن «التحقيقات التي أجرتها المقاومة الجنوبية مع أفراد الخلية قادتهم إلى الكشف عن موقع آخر تابع للخلية، وهو عبارة عن هنجر يقع في منطقة الدرين، حيث قامت فرقة المداهمات التابعة للكتيبة بعملية اقتحامه وتفتيشه وعثرت على مستلزمات عسكرية وأجهزة إلكترونيه»، مشيرًا إلى أن «الخلية المقبوض عليها تتكون من عدد من المواطنين ينتمون إلى محافظة إب وتعز الشمالية ويقودها تاجر من سنحان»، مشيرًا إلى أن «المقاومة داهمت منزل السنحاني في ريمي وعثرت على أسلحة ثقيلة آر بي جي وقذائف هاون».

ويعد «أمن واستقرار عدن» الهم الأكبر الذي جمع الكل في عدن والجنوب: جيش وطني، مقاومة جنوبية، مواطنو الجنوب، حكومة الشرعية، السلطة المحلية، قوات التحالف العربي؛ حيث تتوالى اللقاءات بين الجميع في سبيل إيجاد قيادة موحدة لإدارة الملف الأمني بالجنوب حيث شرعت قوات التدخل السريع التي شكلتها المقاومة الجنوبية بعدن بالتنسيق مع التحالف وقوات الجيش الوطني بحملة مداهمات لسوق بيع السلاح، كان قد استحدث مؤخرًا في سوق شعبي بمدينة الشيخ عثمان حتى تمكنت من إغلاقه مؤخرًا إلى جانب قيامها بالأمس بإغلاق سوق الحراج الكائن بجانب مسجد النور الذي يباع فيه جميع المسروقات، وقد لاقت الحملة ارتياح جميع السكان في المدينة.

بدوره قال لـ«الشرق الأوسط» الخبير العسكري الجنوبي العميد متقاعد فيصل حلبوب، إن «المقاومة الجنوبية تواصل انتصاراتها المتلاحقة في عدن، وهي تسير إلى الأمام وكل يوم تحقق إنجازًا، فبعد الانتصار على قوات (الحوثعفاشيه) وطردهم من عدن وباقي الجنوب عادت الآن وبمساعدة الأشقاء العرب في قوات التحالف العربي، إلى بسط سيطرتها على الأرض وتأمين السكان والممتلكات العامة والخاصة ومتابعة ما تبقى من خلايا نائمة على مستوى المحافظة حيث استطاعت المقاومة اكتشاف أكثر من خلية نائمة وكلها (حوثعفاشية) كانت إحداها في خور مكسر، وتم العثور على كثير من الأسلحة التي كان الهدف منها زعزعة الأمن والاستقرار في عدن، وأخرى تم اكتشافها بواسطة فرقة أحد قادة المقاومة، وهو عادل الحالمي، وتم متابعة أفراد هذه الخلية إلى وكرها في المدينة الخضراء وقامت المقاومة بمداهمة هذا الوكر الذي هو فيلا كان يمتلكها أحد المتنفذين الشماليين وتم القبض على أفراد هذه الخلية والعثور على كثير من الأسلحة المتوسطة والخفيفة ووسائل التفجير من عبوات ناسفة وأجهزة تفجير عن بعد، مرفقة بأسلاك الربط والتوصيل الكهربائي وغيرها من معدات الإجرام والقتل».

وأكد حلبوب أن «المقاومة الجنوبية لم تألُ بأبطالها جهدًا في سبيل ملاحقة كل ما يخل بأمن المحافظة ويقلق حياة السكان، فقد داهمت سوقًا في مدينة الشيخ عثمان كان يتخذه تجار الأسلحة لبيع وشراء الأسلحة وتهريبها إلى خارج عدن، لكن المقاومة الجنوبية في عدن كانت لهم بالمرصاد وتمت مداهمة هذه السوق في وسط مدينة الشيخ عثمان، وتم اعتقال كثير من تجار السلاح، وتجار الحراج الذين يقومون بسرقة ممتلكات المواطنين وبيعها بالحراج»، وأردف قائلاً: «يستمر جهد أفراد المقاومة الجنوبية بمساعدة ودعم دولة الإمارات في إعادة تنشيط وإحياء مقرات الأمن والشرطة وإدارة المرور ولمسنا تأهيل دفع من رجال المرور والذين يقومون حاليًا بتنظيم عملية السير في عدن بشكل طيب والحمد لله».

من جانبه، قال الشيخ صالح بن فريد العولقي، رئيس مجلس قيادة المقاومة الجنوبية بشبوة، في بيان صادر عنه، إن «عدن ستظل شامخة برجال المقاومة الجنوبية، وهي قلب الجنوب النابض، فالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يتجه اليوم للبناء والتعمير، وعلينا جميعًا مساعدتهم في استتباب الأمن، وفي الحد من ظواهر حمل السلاح وإطلاق الرصاص، وزرع الفوضى التي يعمل العدو على إثارتها في الجنوب، وفي عدن خاصة»، مناشدًا قيادة التحالف والأشقاء في الخليج بمساعدة أبناء الجنوب في بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية.