ثلاثة محاور امنية، لتحويل أدوار المقاومة التهامية من عمليات الدفاع إلى الهجوم المباشر

مفضل-الابارةوضعت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة باليمن خطتها العسكرية لتحرير المحافظات التابعة إداريا للإقليم من قبضة ميليشيا الحوثي وحليفها علي صالح، والتي تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية، تركز على تحويل أدوار المقاومة من عمليات الدفاع إلى الهجوم المباشر بدعم من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وتنتظر المقاومة الشعبية في تهامة دعم الرئيس عبد ربه منصور هادي، وقوات التحالف العربي، للخطة التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» وتنص على مواجهة ميليشيا الحوثي في ثلاثة محاور، تتمثل في قطع الإمدادات التي تصل إلى المحافظات غير المحررة والتي تقع ما بين إقليم تهامة، وإقليم سبأ الذي يشهد زحفا للمقاومة الشعبية على عدة جبهات منها مأرب، والجوف، إضافة إلى تضييق الخناق على مركز جماعة الحوثيين في صعدة وعمران، الأمر الذي سيسهم في سقوط صنعاء بشكل مباشر وسريع.

وبالتزامن مع انطلاق المحور الأول، تقوم المقاومة الشعبية مدعومة بلواء عسكري بتحرير المعسكرات، التي تطوق محافظات الإقليم، إذ يحيط بالحديدة قرابة 11 معسكرا سيطرت عليها الميليشيا بالتنسيق مع الجيش الموالي للرئيس المخلوع، في حين يركز المحور الثالث على تحرير الموانئ الاستراتيجية التي تطل على البحر الأحمر والمتمثلة في ميناءي الحديدة وحجة، اللذين تتخذها ميليشيا الحوثي نقطتي انطلاق لهجماتها على المديريات في إقليم تهامة.

ولم تحدد المقاومة الشعبية في إقليم تهامة الفترة الزمنية لتنفيذ الخطة، إلا أنها وعدت أن تكون المدة الزمنية لتحرير الإقليم من قبضة الحوثيين قياسية مقارنة بالنتائج التي تحققت في الشق الجنوبي من البلاد، وذلك لاعتمادها على الألوية الثلاثة التي شرعت في تكوينها بالتنسيق مع الحكومة الشرعية لتكون النواة الرئيسية للجيش الوطني بتعداد يفوق 10 آلاف جندي يخضعون جميعهم لإشراف مباشر من الرئيس عبد ربه منصور هادي، إضافة إلى ما تم رصده في وقت سابق من المقاومة الشعبية لرفض عدد كبير من القيادات العسكرية في المعسكرات التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثيين للقيام بعمليات عسكرية ووضعهم تحت الإقامة الجبرية، الأمر الذي سينعكس على مجريات المواجهات العسكرية لصالح المقاومة الشعبية.

وقال مفضل غالب، الناطق الإعلامي للمقاومة الشعبية في إقليم تهامة، لـ«الشرق الأوسط»، إن المقاومة منذ اللحظات الأولى لاجتياح الحوثيين للإقليم وهي تقوم بعملية عسكرية نوعية في استهداف مواقع عسكرية وحيوية لميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح، والتي تطورت من عمليات محدودة إلى عمليات أكثر تنظيما، وزادت القدرات من حيث العمل والعدد ونوعية الأهداف في أقل من شهرين.

وأضاف مفضل أن المقاومة الشعبية في الإقليم تمكنت في أغسطس (آب) الحالي من تنفيذ أكثر من 40 عملية نوعية ومحكمة، استهدفت المقاومة من خلالها معظم مواقع ونقاط وأماكن تجمعات الحوثيين وحليفهم علي صالح، لافتا إلى أن هذه العمليات أوجعت الميليشيا، إذ خسرت أكثر من 325 من أفرادها في المواجهات مع المقاومة، مع إتلاف العشرات من الدبابات العسكرية والآليات التي يمتلكونها في المعسكرات.

وأشار الناطق الإعلامي للمقاومة الشعبية في إقليم تهامة إلى أن «طبيعة المقاومة في تهامة تختلف عن غيرها من المناطق، إذ تعتمد في المدن الساحلية على العمليات الفردية الموجهة لأماكن تجمعات ونقاط الحوثيين، وفي الأماكن الجبلية يتم قطع الطرق من أفراد المقاومة واستهداف الإمدادات التي تصل للميليشيا، ونجحنا في ذلك وفي مواقع متعددة».

وعن الخطة العسكرية قال مفضل إن «خطة تحرير إقليم تهامة جاهزة، وننتظر دعم الرئيس عبد ربه منصور هادي، وقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية. والخطة تنقسم إلى عدة محاور وهي جاهزة للتنفيذ، منها قطع الإمدادات عن الحوثيين، ومهاجمة الثكنات العسكرية، وتحرير الموانئ الرئيسية في الإقليم»، لافتا إلى أن تحرير إقليم تهامة مهم لتحرير صنعاء ولتضييق الخناق على صعدة وعمران أهم معاقل وجودهم الرئيسية، خاصة أن من يسيطر على الشاطئ بدءا حجة والحديدة التي تطل على البحر الأحمر، والمثلث الذي يمد الحوثيين وقيادتهم بالحياة، سيتمكن من السيطرة على الإقليم.

وقال الناطق الإعلامي إن الخطة العسكرية ستعتمد في المقاوم الأول على الألوية العسكرية الثلاثة ومساندة المقاومة الشعبية وقبائل تهامة التي تقف إلى صف المقاومة، والإمكانيات والعتاد الذي يعول فيه على قوات التحالف العربي الذي سيقوم بدعم المقاومة في هذه المرحلة للقيام بعمليات استراتيجية، والتحول من الدفاع للهجوم ودحر الحوثيين عن الإقليم.

وتطرق مفضل إلى ما قام به الحوثيون منذ سنوات طويلة للسيطرة على إقليم تهامة، وذلك من خلال شراء أراض واسعة على امتداد الشاطئ من «ميدي» إلى «الخوخة»، ومن ثم إلى المخا، للوصول السهل إلى تعز، وهذا الوجود ساعدهم كثيرا في البقاء بعيدا عن الأنظار في السنوات السابقة، إضافة إلى استيلائهم على المعسكرات بالتنسيق مع المخلوع علي صالح، وتخزين أسلحة كبيرة، موضحا أن الحديدة وحدها يطوقها 11 معسكرا تخضع الآن للحوثيين، وهي مرصودة من المقاومة الشعبية، وهناك العديد ممن يعملون في هذه المعسكرات رفضوا التعامل مع ميليشيا الحوثيين وجار التواصل معهم.