التحالف الإسلامي خطوة على طريق إنقاذ الشرق

التحالف الإسلامي واجب المرحلة وضرورة التاريخ. العالم المتقدم منذ سبعينيات القرن المنصر – أيام الحرم الباردة- صار إلى قطبين متصارعين على السيادة العالمية.
وهو يستخدم العالم الثالث وبالأخص المجتمع العربي الإسلامي كوقود بشري ومادي لحربه وصراعاته، ويفر بصراعاته وحروبه من جيواستراتيجيته المتحضرة إلى جغرافيا القابلية، أعني بيئتنا نحن العرب والمسلمين المستقبلة لصراعاته وحروبه.
وفي كل الأحوال نكون نحن العرب والمسلمين أدوات الصراع ومادته ومخرجاته. وقد ابتكر لنا العالم المتقدم أساليب متعددة لتدويم وتعميم حالة الفوضى والعنف لتصبح بيئتنا قابلة لامتصاص صراعاته وحروبه وتصفياته. ونتيجة للصراعات الدولية بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي أنتجت القاعدة ثم دعمت بالطائفية الإيرانية وفصائلها المتشيعة والمتشبعة بالتطرف العرقي ودعمت كذلك بداعش وأخواتها، ومن مجموع هذا كذلك صنع الإرهاب الذي تقتصر مهمته على تفكيك المنطقة وتخصيبها بالعنف والفوضى لتغدو بيئة مناسبة لحروب عالمية كبرى متوقعه.
العالم المتقدم لا يرغب أن يصفي حساباته على أراضيه وفوق تراب حضاراته، فهو يدرك تماماً أن ثمن الحروب العالمية الدمار الشامل والإنهيار التام، ومن هنا نستطيع أن ندرك المخاطر المحدقة بنا كأمة شرقية ذات حضارة عالمية، المخاطر التي تحدق بوجودنا ومصيرنا كأمة من كل اتجاه، كيف يقف العالم اليوم مشجعاً للطائفية والعنف الطائفي، وفي الوقت ذاته يدعي محاربة الإرهاب! وإذا كانت الأمم المتقدمة وبالأخص الحلف الشرقي والحلف الأروأمريكي تقوم اليوم بمهمة محاربة الإرهاب فإنها تصدره إلينا ثم تحاربه في بلداننا بثمن باهض، يتمثل في نزع السيادة وتدمير الدولة الوطنية، وتحويل المسرح إلى مليشيات تتشرب العنف والدماء، وهو ما يوفر لها أعذار البقاء والهيمنة، فتبسط يدها في صورة استعمار جديد بثوب خفي.
هذا فضلا عن كون الإرهاب تحت أي مسمى وبأي شكل أو لون كان يعني تدمير المجتمعات وسحقها وتحويلها إلى أشلاء ودماء وفوضى لا حدود لها، فإن في حد ذاته سواء كان طائفيا أو غير طائفي أداة لتدمير مجتمعات الشرق العربي والإسلامي لصالح المشاريع الاستعمارية ومشاريع الهيمنة العالمية والوصاية الحضارية، وعلى رأسها المشروع الاسرائيلي. من هنا نجد أن التحالف الاسلامي كان واجب المرحلة واستدعاء الضرورة لحماية الدولة والمجتمعات من التفكك والإنهيار، والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، حتى لا تموج البلاد العربية والإسلامية بالفوضى والعنف وتتحول إلى بحيرة من الدماء وركام من الأشلاء، ويعد التحالف الإسلامي يعد استراتيجية أمنية وعسكرية لتجنيب بلاد العرب والإسلام ويلات الصراعات والحروب العالمية إن حدثت، كما نعتقد أن وجود هذا التحالف الواسع سيخفف من حدة الانقسام والصراع بين الأقطاب والاحلاف الدولية، وهو ما قد يدعم فرص السلام والأمن الدوليين في المنطقة وفي العالم.