جدل حاد في إسبانيا حول مصارعة الثيران.. اليسار يعتبرها تعذيباً والمعارضة تصفها بالتراث

أثار قرار الحكومة الإسبانية اليسارية بإلغاء الجائزة الوطنية لمصارعة الثيران جدلاً واسعاً في البلاد، حيث اعتبره اليسار خطوة لمكافحة إساءة معاملة الحيوانات، فيما رأت المعارضة اليمينية فيه إهانة للتراث الثقافي الإسباني.

وقال وزير الثقافة إرنست أورتاسون إن الحكومة لم تجد مناسباً الحفاظ على جائزة تكافئ “شكلاً من أشكال إساءة معاملة الحيوانات”، مشيراً إلى أن غالبية الإسبان يشعرون بقلق متزايد بشأن احترام الحيوانات.

من جانبه، هاجم الحزب الشعبي اليميني المعارض القرار، معتبراً أن مصارعة الثيران “نشاط وجزء من ثقافة الإسبان وتقاليدهم وهويتهم كشعب”. وتعهد بإعادة الجائزة في حال تولي السلطة مجدداً.

ويعد الطابع الثقافي لمصارعة الثيران موضوع نقاش حيوي في إسبانيا، حيث أدرجته حكومة محافظة سابقة عام 2013 ضمن قائمة “التراث الثقافي غير المادي” للبلاد، وعلى هذا الأساس كانت الجائزة الوطنية تمنح سنوياً.

لكن قسماً من اليسار الإسباني يرفض اعتبار مصارعة الثيران نشاطاً ثقافياً، واتخذت حكومة بيدرو سانشيز الحالية قراراً سابقاً في 2021 باستبعادها من الدعم المالي الثقافي للشباب، قبل أن تفسخ المحكمة هذا القرار.

ورداً على إلغاء الجائزة الآن، أعلنت حكومات إقليمية عدة استحداث جوائز خاصة بها لمصارعة الثيران، فيما نددت منظمات القطاع بالقرار واعتبرته “إهانة” وطالبت باستقالة الوزير.

في المقابل، رحبت جمعيات حماية الحيوان بالخطوة ورأت فيها تقدماً في مكافحة مصارعة الثيران المثيرة للجدل والتي يتراجع الاهتمام بها لدى الإسبان خصوصاً الشباب حسب استطلاعات الرأي.