لم يخطر في بال عشاق بلدة وادي الضباب، والباحثين عن بركات أحمد بن علوان أن يصبح الوادي نقطة تماس، ونجد قسيم ساحة حرب، ورأس النقيل هدفا لمدافع الموت، ومنتزه السكون متاريس للمليشيات.
قبل إنقلاب جماعة الحوثي، وحليفهم علي صالح كان وادي الضباب ملاذ للعشاق والشعراء، ونجد قسيم سوق العابرين إلى مقام “الباهوت” أحمد بن علوان.
تقاطرت “شاصات الموت” التابعة للحوثيين نحو تعز متوهمين سهولة إجتياح المدينة، وإخضاع المحافظة دونما عناء، وسرعان ما تبخرت تلك الأوهام، ومن اليوم الأول، قدمت الحالمة مقاومة عاتية قهرت خرافة شاصات “الحق الآلهي”.
بعد الغدر بالجيش الوطني داخل معسكر قيادة اللواء 35 مدرع بالمطار القديم، جنود تابعين للشرعية إلى وادي الضباب، وتدفق إليهم جبل صبر وريف جبل حبشي والحجرية بأعتى المقاومين، ومن هناك بدأت حربهم بعد إنطلاق شرارة المقاومة شمال المدينة.
ولجبهة الضباب أهمية استراتيجية كبيرة في معركة تعز كونها جبهة خلف المليشيات المحاصرة، وترتبط بخطوط الإمداد هامة مع عدن عبر الحجرية ولحج.
تمتد جبهة الضباب من حدائق (الصالح) حتى مفرق العيار في هجدة مرورا بخط (الربيعي)، وكلها مناطق حدودية لجبل حبشي من الجهة الشمالية والغربية.
وتشمل جبهة الضباب جبهات اخرى منها جبهة نجد قسيم، والنشمة، وجبهة المسراخ، ولجميع الجبهات قيادة واحدة.
وعن توزيع قيادة الجبهة، يكشف مصدر عسكري لـ “المصدر أونلاين “: جبهة الضباب، ونجد نسيم يقودها العميدعبدالرحمن الشمساني، وجبهة النشمة يقودها العميد عدنان الحمادي، وجبهة المسراخ يقودها افراد مقاومة، وبدعم ممول من جبهة الضباب”.
ويأتلف مقاتلوا الجبهة من” أفراد وضباط ممن ايديوا الشرعية من اللواء 35 واللواء 117، وعسكرين اخرين من ابناء محافظة تعز كانوا متواجدين في عدد من معسكرات الجمهورية، بالاضافة الى عدد كبير من افراد المقاومة”، طبقا لمصدرنا العسكري..
تنبهت مليشيا الإنقلاب لتلك الأهمية بعد هزيمتهم النكراء في محافظات جنوب البلاد، وبذلوا ما بوسعهم للتوغل في ريف جنوب تعز بغية الوصول إلى مشارف لحج.
توهم الحوثيون اختصار طريق عودتهم مجددا نحو الجنوب، وانكسرت أغلب توغلاتهم بفعل صمود قوات الجيش الوطني، وإبطال المقاومة، ورغم انكساراتهم المتوالية، تحاول المليشيات قطع خط الإمداد بين تعز وعدن.
ويخوض الجيش الوطني، ورجال لمقاومة الشعبية معارك كبيرة ضد المليشيات في الضباب بـ” أسلحة متوسطة وخفيفة، ومدافع هاون، وثلاث عربات مدرعة” ..
ويلخص مصدر ميداني واقع جبهة الضباب، بقوله ” تقع الجبهة في مناطق مفتوحة، ومازالت صامدة، وتحقق انتصارات عديدة رغم عدم امتلاكها سلاح ثقيل يتناسب مع طبيعة معارك المناطق المفتوحة”.
يردف المصدر:” يواجه الجيش الوطني، والمقاومة مليشيات الحوثي، وقوات الحرس الجمهوري، الذين يمتلكوا الدبابات، والمدافع، والهوزر، وصواريخ الكاتيوشا، وعربات مدرعة، واطقم، وذخيره كبيرة”.
وتعد جبهة الضباب الجبهة الوحيدة القادرة افرادها على التحرك جنوبا وغربا، ورغم ذلك يمثل السلاح الثقيل نقطة ضعف تحد تحركات الإرادة العسكرية والشعبية في الجبهة نحو رفع حصار الإنقلابيين عن تعز بالتعاون الجبهة الغربية للمدينة.
– See more at: http://almasdaronline.net/article/77931#sthash.OKRmeXFY.dpuf