بعد أن أعلنت الحكومة اليمنية تحرير محافظةعدن من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح فجر يوم عيد الفطر المبارك الموافق 17 يوليو/تموز 2015، بدأت هزائم الحوثيين تتوالى تباعا في كثير من المحافظات، حتى وصلت ضربات المقاومة إلى مشارف صنعاء وتحديدا منطقة عتمة في محافظة ذمار التي تبعد عن مركز العاصمة مئة كيلومتر فقط.
وقد سيطرت المقاومة والجيش الوطني المساند لها بالكامل على محافظات عدن ولحج والضالع وأبين(جنوبا) وهما يتقدمان منذ أيام -بدعم من طيرانالتحالف العربي- في محافظات إب وذمار والبيضاء (وسط) وكذلك في محافظة مأرب (شرق صنعاء).
أما في تعز جنوب غربي اليمن، فقد أكدت المقاومة الشعبية أنها توشك على طرد الحوثيين وحلفائهم من المدينة ومن المحافظة برمتها، بعد أن سيطرت على مزيد من المواقع السيادية والعسكرية إثر مواجهات شرسة تكبد فيها الحوثيون خسائر كبيرة.
غير أن عضو المجلس العسكري في تعز العميد الركن عدنان الحمادي أكد أن المقاومة بحاجة لإسناد عسكري عاجل كي تتمكن من استعادة السيطرة على القصر الجمهوري بالمدينة ومطار تعز، مما يمكنها من حسم المعركة ضد الحوثيين.
بوابة الوسط
ومع بسط المقاومة سيطرتها الكاملة على تعز، يسهل استعادة المحافظات الوسطى على غرار ذمار وإب والبيضاء، التي استعادت بالفعل بعض المديريات فيها مع وجود اشتباكات عنيفة في مكيراس والزاهر.
أما في إب، فقد سيطرت المقاومة والجيش الوطني الأيام القليلة الماضية على عدد من المديريات، وتوقع الناطق باسم المقاومة الشعبية بالمحافظة الشيخ عبد الواحد حيدر إخراجَ مليشيات الحوثي من المحافظة وتحريرها بالكامل في غضون فترة قصيرة إذا توفر السلاح، مؤكدا سيطرة المقاومة على ثماني مديريات فيها.
وبالانتقال إلى الغرب وتحديدا في الحديدة، يشن التحالف سلسلة غارات وصفت بالأعنف استهدفت تجمعات للحوثيين بميناء المدينة، بينما تكثف المقاومة الشعبية هجماتها على تجمعات الحوثيين بهجمات متفرقة.
وفي حال استعادة محافظتي تعز والحديدة اللتين تضمان ثلاثة موانئ (المخا والحديدة والصليف) بالإضافة إلى مضيق باب المندب الإستراتيجي، فسيعني ذلك خسارة الحوثيين لسيطرتهم على جميع المنافذ البحرية.
عودة الحياة
أما في محافظة شبوة جنوبي اليمن، فقد بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها إثر استعادة المقاومة الشعبية سيطرتها على مديريات ومناطق المحافظة، وقد باشر الناس أعمالهم فيها، مع إعلان السلطات المحلية إجراءات تهدف لخلق حالة من الاستقرار في المحافظة.
ويكتسب تحرير شبوة أهمية عسكرية كبيرة بالنسبة للمقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية، نظراً لما تمثله المنطقة من أهمية إستراتيجية، فضلاً عن كونها آخر معقل لمليشيا الحوثي وقوات المخلوع في محافظات جنوب البلاد.
ويجمع المراقبون على اعتبار تحرير شبوة من الحوثي وقوات صالح منعطفا مهما على الأرض، يفتح الطريق أمام مرحلة جديدة لاستكمال تحرير بقية المناطق التي لاتزال تحت سيطرة الحوثيين.
تشديد الخناق
وتعتبر المواجهات شمال العاصمة مدخلا مهما لتشديد الخناق على مليشيا الحوثي وقوات صالح، فقد شهدت قريتا “الجنادبة” و”بيت مران” في أرحب هجمات عنيفة تشنها المقاومة الشعبية التي تطلق على نفسها “مقاومة آزال”.
وتأتي اشتباكات أرحب في وقت تمكنت فيه المقاومة ووحدات الجيش المساندة لها من التقدم في محافظة ذمار (جنوب صنعاء) لتصبح على مسافة مئة كيلومتر فقط من العاصمة بعدما سيطرت على مديرية عتمة.
يُذكر أن عملية عاصفة الحزم التي انطلقت فجر يوم الخميس الموافق 26 مارس/آذار 2015، بقيادة السعودية ومساهمة عشر دول عربية، شكلت بداية لصد الحوثيين وقوات صالح عقب انقلابهما على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.