الحوثيون يلجؤون لتجنيد الأطفال لإيقاف انهيار مقاتليهم

في محاولة لإيقاف الانهيارات المتلاحقة في صفوف مقاتيلها، وبعد تلقيها ضربات موجعة من قبل رجال المقاومة الشعبية والجيش الوطني وطيران التحالف، لجأت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح إلى فتح باب التجنيد للأطفال والعاطلين عن العمل لتعويض خساراتها البشرية.

حيث أقدمت مليشيات الحوثي وصالح، على فتح باب التجنيد، في عدة محافظات، تارة تحت تهديد السلاح، وتارة بإغراءات مالية، مستغلة فقر المواطنين، وجهل آخرين، للزج بهم نحو محارق الموت.

وأكدت مصادر محلية في محافظة الحديدة لـ”الإسلام اليوم” بأن مليشيات الحوثي عبر عقال الحارات، بدأت بتجنيد العشرات من الأطفال والعاطلين عن العمل، للزج بهم في جبهات حرض وميدي، مقابل مبالغ مالية للعقال، تصل إلى (15$)عن كل فرد يتم تجنيده.

وفي محافظة تعز، وتحديدا مديرية الراهدة، قالت مصادر محلية لـ”الإسلام اليوم” بأن لجان تابعة للمليشيات، بدأت بتسجيل صغار سن وعاطلين في صفوفها، محاولة تعويض خسارتها في مديرية المسراخ التي سيطر عليها رجال المقاومة الخميس الماضي.

وفي هذا السياق يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني، متولي محمود، أن مليشيات الحوثي تعد أول من بدأ بتجنيد الأطفال في العالم، حيث أنها منذ وقت مبكر، وهي تعتمد على الأطفال في مسيرتها القتالية المغرورقة بالدماء، كون هؤلاء الأطفال يمثلون الأرضية الخصبة بالنسبة للحوثيين، لزرع أفكارهم الشريرة، لأن عقولهم لا تزال صفحات بيضاء، من السهل الكتابة عليها.

وأضاف محمود في تصريح لـ”الإسلام اليوم” أن لجوء الحوثيين إلى تجنيد الأطفال، في هذا التوقيت تحديدا، سببه شح المقاتلين، مشيرا بأن هذا العجز في المقاتلين يعود للاستنزاف الذي يمارسه التحالف العربي، عبر الإبقاء على جبهات كثيرة من دون تحرير، مع فتح جبهات أخرى جديدة هدفها العاصمة تحديدا، كجبهات نهم، أرحب، ميدي وحرض.

وتابع بالقول” هناك أرقام مهولة لخسائر الحوثيين البشرية في مختلف الجبهات، وما هذا التجنيد للأطفال إلا ردة فعل طبيعية لتغطية المقاتلين في الجبهات، خصوصا تلك المحيطة بالعاصمة، وهذا ما يفسر ايضا سحب مقاتلين من الجبهات الأخرى لهذه الجبهة المصيرية.

وتوقع محمود أن يكون لجوء الحوثيون لاتخاذ قرار تجنيد الأطفال انفرادي، لمواجهة أي صفقات مفاجئة محتملة للتحالف مع صالح؛ وربما لتغطية عجز انسحاب محتمل لكتائب الحرس الجمهوري، لذا فهي بمثابة أعمال احترازية، لإبداء صمود لحظي، والدخول هي الأخرى (أي الحركة الحوثية) في صفقة تسليم لكن بسقف مرتفع، كنتاج صمود على الأرض.”

مختتما حديثه بالقول “مهما نفر الناس من الحوثيين، ومهما بدأ الوعي يتسلل للبعض عن حقيقة هذه الجماعة الإرهابية،إلا أنه لا يزال هناك العديد من القطعان، يستطيع الحوثيون عبرهم رفد جبهات القتال، وإن كانوا أطفالا ليس إلا”.

من جهته قال المحلل السياسي اليمني، حسين الصوفي أنه و”منذ الوهلة الاولى عملت عصابة الحوثي والمخلوع الانقلابية على هدم الدولة والعبث بالقانون وانتهاك الحقوق والحريات العامة ومن هذه الجرائم التي ترتكبها وتعمل بها بشكل مكثف؛ تجنيد الاطفال”.

وأوضح الصوفي في تصريح لـ”الإسلام اليوم” بأن المليشيات تحرص على استهداف الأطفال والعاطلين والغرباء والمحبطين، لأنه “لا يوجد ذو عقل، يمكنه ان يلتحق في صفوف هذه العصابة الاجرامية، التي أصبحت منبوذة لدى جميع أفراد المجتمع”.

وأكد بأن ضربات التحالف العربي “كانت موفقة، وساهمت بشكل كبير في إيقاف هذا السرطان القاتل، حيث أصبحت المليشيات تعيش في اخر ايامها، ومثلما فشلت وهي في أوج قوتها فمن البديهي أن تفشل اليوم وهي تغرق في جرائمها”.