اليمنيين، الأمر الذي عبّر عنه بعضهم ﻋﻠﻰ صفحات الفيسبوك من خلال إعادة نشر صور من امتحانات الشهادة الثانوية، يظهر فيها طلاب مع ذويهم وهم يمارسون عمليات غش جماعية داخل قاعات الامتحان، في إشارة إلى أسباب المعدلات المرتفعة التي حصل عليها كثير من الطلاب.
وكانت وزارة التربية والتعليم التي تسيطر عليها جماعة الحوثي قد أعلنت الخميس الماضي نتائج امتحانات الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي للعام الدراسي 2014/2015، بنسبة نجاح بلغت 88%، وهي نسبة مرتفعة جدا لم تكن تتحقق في سنوات ماضية.
نتائج طبيعية
وعلق آخرون بنوع من السخرية والفكاهة، حيث حذّر أحدهم ساخرا من حقيقة النتائج المعلنة بالقول “إذا لقيت بعد عشر سنوات مهندسا أو طبيبا يمنيا يعالجك، فاسأله أولا عن عام تخرجه من الثانوية، فإذا كان العام 2015 فاحذر منه”.
وفي حين اعتبرت الوزارة -في تصريحات صحفية- النتائج طبيعية بسبب سهولة الاختبارات التي وضِعت مراعاة لظروف الحرب والأوضاع الصعبة الناجمة عنها، أرجع تربويون وناشطون السبب إلى انتشار ظاهرة “الغش” وإلى عوامل سياسية.
ورأى مستشار مكتب التربية والتعليم بعدن أمين المقطري أن من المبالغة القول إن نتائج الثانوية العامة التي تم الإعلان عنها مؤخرا كانت نتائج طبيعية، موضحا أن ارتفاع المعدلات كان بسبب عمليات غش منظمة رافقت الامتحانات في ظل غياب الأمن.
وقال المقطري في حديث للجزيرة نت “نحن لم نكن راضين عن أداء الامتحانات الثانوية خلال الأعوام الماضية أثناء الاستقرار، فكيف بالعام الدراسي المنصرم الذي لم يكن عاما طبيعيا من حيث أداء عملية التعليم. ونتائج التعلم نتيجة للأزمة العامة على مختلف الصعد، ومنها التربوي التعليمي”.
وأضاف “أكدنا مرارا أن امتحانات الثانوية العامة في اليمن لا تأتي وفقا للضوابط والمعايير المتعارف عليها، نظرا لأنها لم تعد مقياسا حقيقيا لمقدار التعلم عند الطالب، ونخشى هنا من خطر حقيقي أكثر مما حل بنا قد يداهمنا مستقبلا إذا لم نوقف عملية تدهور التعليم وأساليب قياسه”.
تداخل سياسي
ويتفق الصحفي والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي رياض الأحمدي مع أمين المقطري حول أن ظاهرة الغش التي سادت أثناء الامتحانات كانت هي السبب الرئيس لارتفاع المعدلات في نتائج الثانوية العامة، مشيرا في السياق ذاته إلى وجود أسباب أخرى.
وقال الأحمدي إن من الواضح أن سلطة الأمر الواقع التابعة للحوثيين شاركت في هذا الارتفاع بمنح درجات أو تسهيلات، بالإضافة إلى سبب آخر يتعلق بالامتحانات حيث كانت الأسئلة في الأصل “مُبسطة” على الطلاب مراعاة لظروفهم أثناء الحرب، ونظرا لتوقفت أغلب المدارس والخدمات الأساسية كالكهرباء.
وعلل المتحدث ذلك بالقول إنه “ربما أراد الحوثيون فائدة سياسية بهذه النتائج تتمثل في تجنب سخط أو كسب فرحة هذا القطاع الهام من الخريجين، وليس غريبا تدخل العامل السياسي بنتائج التعليم في هذا الظرف، ولكن النسبة كانت مفضوحة إلى حد يؤثر على الطلاب سلبيا”.
وأضاف “في كل الأحوال، يجب ألا يُحبَط الطلاب بسبب ما حصل، إذ إن إجراء الامتحانات هو نجاح بحد ذاته في ظل الحرب، وعلى الخريجين أن يثبتوا أنفسهم بعيدا عن معدلات النجاح التي أصبحت تهمة بسبب اللغط حولها، واليمنيون مطالبون بتدارك العملية التعليمية لأن التكرار -إذا ما استثنينا الظرف- يدمرها ويؤثر على سمعة التعليم باليمن”.