حماية الانتصارات وحشد الدعم أولوية هادي وبحاح

تعيد مؤسسة الشرعية اليمنية، عبر كل من الرئيس عبد ربه منصور هادي، ونائب الرئيس، رئيس الوزراء خالد بحاح، ترتيب أولوياتها السياسية والأمنية. وبينما تستعد الحكومة اليمنية، في أعقاب عودة بحاح إلى البلاد، أول من أمس، لاستئناف العمل من عدن بكامل طاقمها الوزاري، يعد هادي للقيام بجولة خارجية.
ومن المرتقب أن تعود الحكومة اليمنية بكامل أعضائها إلى عدن في غضون أيام قليلة، لتنضم إلى رئيسها الذي وصل إلى المدينة أول من أمس الإثنين. وفي السياق، يكشف مصدر يمني في عدن تحدث لـ”العربي الجديد”، عن أبرز المهام التي يستعد بحاح للقيام بها في سياق عمل حكومته، والتي تبدأ بـ”الإشراف على استكمال تنفيذ عدد من المهام لمواصلة النهوض بالعمل المؤسسي للدولة ومكاتبها، وفي مقدمتها الملف الأمني الذي تموّله وتشرف عليه دولة الإمارات”.
ويضيف المصدر أن “عودة بحاح إلى عدن، تأتي عقب استشعار دول التحالف العربي، للمخاطر المحدقة بالنصر الذي تحقق في عدن والمحافظات المجاورة لها، نتيجة التباطؤ في معالجة الملف الأمني وتزايد الاختلالات في تلك المحافظات وانتشار الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة، التي تنفّذ علميات تفجير واغتيالات تستهدف مسؤولين وكوادر عسكرية وأمنية”.

ويلفت المصدر نفسه إلى أن “بحاح عاد إلى عدن، حاملاً ميزانية تشغيلية للربع الأول من عام 2016 للمحافظات المحررة، لتمويل الخطط الإدارية في الوزارات ومكاتب السلطات المحلية بالمحافظات، واستئناف العمل فيها”.
وقد عقد بحاح، منذ عودته أول من أمس الإثنين، سلسلة من اللقاءات المغلقة مع هادي ووزراء ومسؤولين، لمناقشة الخطط ومراجعتها والبدء بتمويلها وصرف الميزانيات المخصصة للأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي.

من جهته، يستعد الرئيس اليمني إلى مغادرة عدن ليبدأ جولة قد تطول خارج البلاد، في وقت تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية لإحياء ملف المفاوضات السياسية، بعدما تعثر انعقاد جولة المحادثات الثالثة التي ترعاها الأمم المتحدة خلال الشهر الحالي.

ويؤكد مصدر في الرئاسة اليمنية لـ”العربي الجديد”، أنه “تمّ التحضير للجولة الخارجية لهادي مسبقاً، إذ سيجري العديد من اللقاءات بالمسؤولين الخليجيين وسفراء الدول المعنية في اليمن، الذين يوجد أغلبهم في العاصمة السعودية الرياض، وفيها توجد كذلك أغلب القيادات السياسية اليمنية المؤيدة للشرعية”. وينفي المصدر ما تردد عن أن “هادي سيقيم في الرياض لإدارة الشأن السياسي”، مشيراً إلى أنه “من المقرر أن يعود الرئيس إلى عدن”. غير أن مصادر سياسية أخرى لم تستبعد أن “يطول أمد الزيارة في ظلّ وجود رئيس الحكومة في الداخل، بعدما كانت أغلب إقامته خلال الأشهر الماضية في السعودية”.

في غضون ذلك، عقد الرئيس هادي، أمس الثلاثاء، لقاءً بشخصيات وفاعليات اجتماعية وسياسية من أبناء محافظة عدن. وأشاد هادي في اللقاء بالتضحيات والانتصارات التي سطّرها أبناء عدن والمحافظات المجاورة، مؤكداً “الحاجة اليوم إلى الحفاظ على تلك النجاحات والانتصارات من خلال وحدة الصف وروح التعاون والتكامل، لمواجهة التحديات التي لا تزال اليوم تتربص بالجميع من خلال الخلايا والأذرع التخريبية والإرهابية”.

في هذه الأثناء، تتواصل الجهود الدبلوماسية للدفع بالمسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة مجدداً إلى الأمام، بعد تعثر انعقاد الجولة الثالثة من المحادثات التي كانت مقررة هذا الشهر. ومن المقرر أن يقوم المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، بزيارة جديدة إلى صنعاء في الأيام المقبلة، وفقاً لتصريحات صحافية لمسؤولين في الوفد المفاوض عن الحكومة.

وكان ولد الشيخ قد أجرى لقاءات مكثفة معلنة وغير معلنة في الرياض خلال الأسبوعين الماضيين، ناقش خلالها المطالب التي يضعها الحوثيون شرطاً للمشاركة في الجولة الجديدة والخطة الأممية لعقد المحادثات. من جهتهم، يقول المسؤولون الحكوميون إنهم “مستعدون للمفاوضات الجديدة على الرغم من عدم التزام الحوثيين بالنتائج التي تم التوصّل إليها في ختام محادثات سويسرا الشهر الماضي، وتتعلق بالإفراج عن أبرز المعتقلين السياسيين”.

ميدانياً، تمكّنت وحدات الجيش الوطني بمساندة “المقاومة الشعبية” من بسط سيطرتها على معظم مناطق جبهة المسراخ، جنوب محافظة تعز، وذلك بعد معارك أدّت إلى دحر مليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

وأفاد القائد الميداني في جبهة المسراخ محمد أحمد صبر، أمس الثلاثاء، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، بأن “معارك الجبهة هي الأعنف بين قوات الجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة الشعبية وبين مليشيات الحوثيين والمخلوع”. وذكر بأن “المقاومة وقوات الجيش تمكنت من تطهير عدّة مواقع في تلك المناطق من مليشيات وقوات الانقلاب، بينها سوق الحصب ومدرستي خالد بن الوليد وأسماء، إلى جانب السيطرة على خمس مناطق جديدة هي الجرداء والظٌهرة والضارِبة والسويدة والضاربة، والدهبيلة”.

وأشار إلى أن “المقاومة والجيش يتقدمان نحو مركز المديرية بصورة منتظمة، ويفرضان حصاراً خانقاً على مواقع المليشيات في إدارة الأمن ومبنى البريد والمحكمة والمستشفى الريفي في مركز مديرية المسراخ جنوباً”. وكشف أن “الساعات المقبلة تحمل مفاجأة، وأن المعارك لن تتوقف قبل تحرير كامل أراضي مديرية المسراخ والانتقال إلى مرحلة أخرى من العمليات العسكرية، وسط انهيارات كبيرة في صفوف المليشيات”.

في جبهة الأعبوس، التابعة لمديرية حيفان، جنوب تعز، اندلعت معارك شرسة بين “المقاومة” ومليشيات وقوات الانقلاب. وذكرت مصادر “المقاومة” بأن “ثمانية عناصر من مليشيات الحوثي وقوات المخلوع قتلوا، في مقابل إصابة ثلاثة من صفوف المقاومة بجروح خلال المعارك الدائرة في تلك المناطق”.

إلى ذلك، تواصل مليشيات الحوثيين والمخلوع قصف أحياء تعز بضراوة كبيرة. وأفادت مصادر محلية بأن المليشيات شنّت أمس الثلاثاء، قصفاً عنيفاً استهدفت مناطق الجمهوري جنوب شرق المدينة، ومناطق ثعبات والجحملية والزهراء شرقاً، والبعرارة والزنقل والحصب غرباً. وكشفت المصادر بأنه “أُصيب 11 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال”. كما استهدف الحوثيون مناطق في كرش الحدودية بين محافظتي تعز ولحج بعدد من صواريخ الكاتيوشا، ما أسفر عن تعرض خمسة مدنيين لإصابة بجروح حالة بعضهم خطرة، وفقا لمصادر من السكان المحليين.