ذكرت مصادر وثيقة الاطلاع أن عدد القتلى من الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي صالح تزايدت بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية في العديد من المحافظات التي يسيطرون عليها، شمالي ووسط اليمن.
وعلمت (القدس العربي) ان العشرات من القيادات الوسطى ومسلحي جماعة الحوثي قتلوا خلال الأيام الماضية في كل من العاصمة صنعاء ومحافظات الجوف وعمران وذمار وإب وحجة والمحويت والحديدة من قبل حلفائهم، في موجة تصاعد الخلافات مع أتباع الرئيس المخلوع علي صالح، وتبادل الاتهامات بين الجانبين حول خيانات وأعمال فساد مالي.
وأوضحت «أن الخلافات بدأت تضرب تحالف الطرفين في الصميم، رغم أن الحرب لم تضع أوزارها بعد وأن هذه الخلافات وعمليات التصفيات مرشحة للتصاعد بشكل كبير بحيث قد يطال القيادات العليا لدى الجانبين، والتي أصبحت تتعامل بحذر شديد من الطرف الآخر».
واشارت إلى أن المخاوف وصلت إلى حد ان الرئيس المخلوع علي صالح أصبح لا يأمن حلفاءه من الحوثيين وأنه يغير مكان تواجده بشكل دائم إلى أماكن غير ملفتة للنظر ويحيط تحركاته بسرية تامة برفقة عدد محدود جدا من مرافقيه، خشية أن ترسل إحداثيات مكان تواجده لقوات التحالف العربي لقصفه بضربات جوية.
وأضحت الخلافات بين الحوثيين واتباع صالح مثار حديث الناس في العاصمة صنعاء والعديد من المدن الأخرى والتي خرجت إلى السطح عبر الاغتيالات اليومية التي طالت العديد من القيادات الوسطية لجماعة الحوثي بالاضافة إلى بعض المحسوبين على الرئيس المخلوع علي صالح.
وذكرت المصادر الإعلامية أن مسلحين مجهولين ومحسوبين على الرئيس المخلوع علي صالح قاموا بتصفية العديد من القيادات الوسطى لجماعة الحوثي وبعض المؤثرين فيها في كل من محافظة الجوف وصنعاء وذمار وإب والحديدة والمحويت وحجة وغيرها.
وأوضحت أن عمليات التصفية الجسدية للقيادات الحوثية الوسطية تأتي ضمن الخلافات المتصاعدة بينهم وبين أتباع المخلوع علي صالح، خاصة بعد تصاعد وتيرة تبادل الاتهامات بين الجانبين والتي وصلت بعضها إلى النشر عبر وسائل الإعلام الخاصة بالطرفين وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وجاءت هذه الخلافات بين قطبي تحالف الحوثي/صالح في الوقت الذي بدأت فيه قوات الجيش الوطني والمقاومة الوطنية الموالية للرئيس هادي بالتقدم نحو العاصمة صنعاء والوصول إلى مناطق قبلية لا تبعد عن العاصمة صنعاء سوى بنحو 40 كيلو متر وفقا لمصادر عسكرية.
وقال مراقبون ان هذه الخلافات بين أتباع صالح والحوثي ربما تأتي ضمن (انهيار الثقة) بين الجانبين والتي أفرزت تصاعد الاتهامات بـ(الخيانة) والتي بلغت حد اتهام البعض بإرسال إحداثيات المواقع العسكرية التابعة لهم إلى قوات التحالف والتي طالتها الضربات الجوية خلال الأيام الماضية وبشكل دقيق جدا وخاصة الأماكن التي كانت فيها تجمعات حوثية محاطة بسرية تامة.
واشتدت الغارات الجوية لقوات التحالف خلال الايام القليلة الماضية على المواقع العسكرية المحسوبة على الحوثي أو على المخلوع علي صالح في العاصمة صنعاء، بعد هدوء نسبي لعدة أسابيع، وأن تصاعد هذه الضربات الجوية وفقا لبعض المحللين العسكريين ربما جاءت لتهيئة الأجواء لتحرير العاصمة صنعاء ومحاصرتها عسكريا من كافة المناطق القبلية المحيطة بالعاصمة صنعاء.
ويقوم تحالف صالح /الحوثيين بسباق محموم مع الحكومة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي لكسب ولاء القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء للاسهام في السيطرة عليها من قبل القوات الحكومية والتي أصبحت على تخومها في انتظار ساعة الصفر للانقضاض عليها.