?

#اليمن: ما الأسباب التي أخّرت معركة تحرير تعز من الحوثيين؟

توقع سياسيون يمنيون أن تأخر حسم المعركة في محافظة تعز، وسط اليمن، يعود إلى انتهاج قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، خطط جديدة، أعطت مرحلة ما بعد التحرير أهمية كبيرة، تجنبا للأخطاء التي حدث في محافظة عدن، بعد تحريرها، أهمها توحيد قيادة المقاومة في المحافظة، وإسناد معركة التحرير إلى جيش منظم، بعيدا عن المجاميع المسلحة، حتى لا تتحول إلى مليشيات تنشر الفوضى كما حدث في عدن.

وتتمتع محافظة تعز، ببعد استراتيجي، وسياسي كبيرين، وتحريرها سيكون قاصما لمشروع تحالف الانقلاب (الحوثي – المخلوع)، كما تمثل عداء مستحكما، ومحط ثأر وانتقام للرئيس للمخلوع علي عبد الله صالح، وأركان حكمه، كما أن الحوثيين يرون فيها خطرا على مستقبلهم، وجبهة مقاومة لمشروعهم، الأمر الذي جعلهم يتكالبوا في محاولة للسيطرة عليها.

يقول الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة، رضوان فارع، أن “الأسباب التي أخرت معركة تحرير تعز داخلية وخارجية، وتنحصر الأسباب الداخلية لدى قيادات المقاومة والأطراف السياسية المشاركة في معارك التحرير،  حيث يتبين أن  الأمور مجزئة، وهناك فجوات كبيرة  بين القيادات والمقاتلين في الميادين، إضافة إلى القوة الكبيرة لدى الحوثيين وصالح في هذه المحافظة وخبرتهم القتالية والإمكانيات”.

وأضاف فارع في حديث لـ”الإسلام اليوم” أن “أسباب سياسية خارجية وعسكرية عملت على تأخير الحسم، وتتحكم بها دول التحالف على المستوى العسكري، التي ربما ترى أن الوقت غير مناسب للتحرير، جاعلة في الحسبان أن  تحرير تعز لن  يكون سهلا، ولا كما يصوره  بعض قادة المقاومة في تعز، وهذا يتضح من اللقاءات المكثفة التي تجمع قيادات المقاومة وقادة التحالف في عدن، في الآونة الأخيرة”.

وتابع بالقول “دول التحالف تولي مسألة تجنب الأخطاء التي حدثت عقب تحرير عدن، أهمية كبيرة، وتعمل حاليا في هذا الاتجاه، حيث تسعى إلى توحيد كل جبهات القتال في تعز، تحت قيادة واحدة، وعبر وحدات جيش منظم، بعيدا عن المجاميع المسلحة غير نظامية، حتى لا تتحول إلى مليشيات وتكرر بنفس الخطأ في عدن”.

وبين فارع أن “تعيين محافظ  جديد لتعز، وتدريب وتأهيل مقاتلين في معسكرات الشرعية وتعيين قادة عسكريين، وتنظيم المقاومة والجيش الموالي للشرعية تحت قيادة واحدة بداية للتحرير خطوة في المسار الصحيح”، مشرا إلى أن “التحالف يرى أن تحرير تعز سيرسم الخارطة في اليمن، وسينهي أشياء كثيرة، مما يجعلها هدفا للإعلام الخارجي والغربي خصوصا بعد تحول المعارك إلى صنعاء وذمار وعمران وصعدة، والتي تعد ذات حاضنات شعبية للحوثيين وصالح”.

من جهته، قال رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات، أنور الخضري، أن “تعز كانت منطلقا للثورة، وروحا مساندة لها عام 2011م، لذلك فهي تمثل للمخلوع صالح عداءا مستحكما، ومحط ثأر وانتقام له ولعائلته وأركان حكمه، كما أن الحوثيين يرون فيها خطرا وجبهة مقاومة لمشروعهم لذلك تكالبوا عليها”.

وأرجع الخضري في حديث لـ”الإسلام اليوم” أسباب تأخير الحسم في تعز، إلى أن “دول التحالف العربي، ليست على قلب رجل واحد، ففي حين ترغب السعودية بالحسم، تسعى بعض دول التحالف في بقاء الصراع لحاجة في نفسها، بالتزامن مع  رفض المجتمع الدولي أي حسم للمعركة، لأنه يرى أن إسقاط أي محافظة سيمثل انكسار للحوثيين في الوقت الراهن وهذا مرفوض لديه”.

وتوقع الخضري أن “يبقى الأمر معلقا حتى يكون الحسم ميدانيا، أو تتجه المملكة العربية السعودية منفردة نحو استنقاذ سنة اليمن، الذين يمثلون الغالبية العظمى والسند لها في الوقوف أمام المد الإيراني، وهذا ما يجب أن تعرفه القيادة السعودية وهي تحاصر من جميع الجبهات بقوى شيعية متربصة خاضعة لمشروع صفوي إيراني توسعي”.

وتشهد معركة تحرير تعز المرتقبة، ترتيبات كبيرة، وحراكا سياسيا وعسكريا ملحوظا، حيث عقد الرئيس هادي مؤخرا سلسلة اجتماعات مع قيادة المقاومة الشعبية في تعز، وناقش معهم مسألة إعادة ترتيب الصف القيادي الأول في المقاومة، وتوزيع المهام كخطوة أولى في طريق تحرير المحافظة.

ومن ضمن الترتيبات التي تشهدها تعز، في إطار الإعداد لمعركة تحريرها من قبضة المسلحين الحوثيين وقوات صالح، تعيين محافظا جديدا للمحافظة، وتعيين قائدًا عسكريا لمحور تعز، إضافة إلى تأهيل كتائب عسكرية في قاعدة العند الجوية.