تدور تساؤلات كثيرة، وسط اليمنيين، عن السبب الحقيقي في اختفاء زعيم التمرد، عبد الملك الحوثي، خلال الأشهر الماضية، وعدم ظهوره على وسائل الإعلام في المناسبات الرسمية، كما كان معتادا على ذلك، لا سيما ذكرى استقلال اليمن، أو المولد النبوي الشريف، وإحجامه عن الرد على الظهور المتكرر للمخلوع، علي عبد الله صالح، وآخرها ظهوره الأخير، الذي أثار ردود أفعال واسعة وسط الحوثيين، وعلَّق عليه العديد من القيادات، إلا زعيم التمرد.
وكانت أنباء متضاربة قد ترددت – خلال الفترة الماضية – عن إصابة الحوثي أو مقتله في غارات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، على عدد من الكهوف بجبال مران، في محافظة صعدة، حيث يتوقع أن يكون مختفيا في أحدها. كما أشار آخرون إلى أن الحوثي يقبع خارج اليمن، وأنه غادر البلاد إلى إيران، وفقا لصحيفة “الوطن” السعودية.
وكما غاب الحوثي عن الإعلام خلال الفترة الماضية، غاب كذلك عن المشهد السياسي بأكمله، حيث اختفت أخباره تماما، ولم يلتق أيا من المسؤولين الذين زاروا اليمن خلال الفترة الماضية، وآخرهم المبعوث الدولي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
علامات استفهام:
يقول المحلل السياسي نجيب السلمي إن غياب المخلوع يترك العديد من علامات الاستفهام، لا سيما أنه كان مولعا بالظهور الإعلامي، وينتهز الفرص لأجل ذلك، إلا أن غيابه لفترة تقارب الأشهر الأربعة يؤكد أن هناك جوانب غير مفهومة، وأضاف: “الظرف الحالي الذي تعيشه الميليشيات المتمردة كان يستلزم
ظهورا مكثفا لزعيم التمرد، بهدف رفع الروح المعنوية لمقاتليه الذين يتلقون أكبر الضربات على أيدي مقاتلي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الوطني، كما أن قوات الشرعية باتت تطرق أبواب العاصمة صنعاء، واستردت إحدى مديرياتها، كما استعادت محافظة الجوف، وبدأت عملياتها العسكرية في صعدة، معقل التمرد، وكل هذه الأحداث كانت تستدعي ظهوره، ولو من باب تشجيع ميليشياته ومطالبتها
بالصمود، لذلك فإن غيابه لا يمكن أن يكون طبيعيا في ظل كل هذه التطورات”.
طرفا التمرد:
استبعد السلمي ما يتردد بأن المخلوع صالح يعتقل الحوثي في مكان سري، لضمان عدم الانقلاب عليه، وقال: “صالح والحوثي ليسا خصمين منذ الأساس، وهما طرفا التمرد في اليمن، ويدركان أن مصيرهما واحد وهدفهما مشترك، لذلك ليس هناك ما يمكن أن يدفع صالح لهذه الخطوة، مع مراعاة أنه لن يستطيع ذلك ولو أراده، لا سيما في ظل سيطرة جماعته على كل مقاليد الحكم، ورفضها التجاوب مع صالح بحل ما يسمى باللجنة الثورية العليا، وإعادة مجلس النواب، وتشكيل حكومة جديدة”.