شدد محللون يمنيون على ضرورة عودة الحكومة اليمنية إلى العاصمة المؤقتة للبلاد، عدن، لاستئناف أعمالها المتوقفة منذ عام، إضافة إلى تطبيع الأوضاع، وممارسة المهام المنوط بها، حيث أن بقاءها خارج البلاد، يعد خدمة كبيرة للمليشيات الحوثية، لا سيما وأنها تسعى لإثبات ضعف قدرة الحكومة على بسط سيطرتها على المحافظات المحررة، أو العودة إليها، بينما اعتبر آخرون أن بقاءها خارج البلاد يمثل جزءا من استراتيجية الحرب.
وغادرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا البلاد، بعد عودتها إلى عدن في سبتمبر/أيلول الماضي، عقب شن هجمات صاروخية استهدفت مقر إقامتها، في فندق القصر بمحافظة عدن، في الـ9من أكتوبر/ تشرين الأول، قتل على إثرها 15 شخصا من قوات التحالف و”المقاومة” اليمنية وأصيب عدد آخر، لتتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرا لها منذ ذلك الوقت حتى اليوم.
ويمارس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مهامه من مقر إقامته بالقصر الرئاسي في عدن، منذ عودته الثانية إليها، في الـ17من نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن غادرها في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، متوجهاً إلى نيويورك لإلقاء كلمة اليمن أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويقول المحلل السياسي اليمني، نبيل البكيري، إنه لم يعد هناك ضرورة لبقاء الحكومة اليمنية خارج البلاد، وعودتها إلى أرض الوطن يمثل أهمية كبيرة، خاصة أن عاصمة البلاد المؤقتة أصبحت آمنة ورئيس الجمهورية متواجد فيها”.
وأضاف البكيري لـ”الإسلام اليوم”، أنه “لم يعد هناك أي مبرر لوجود الحكومة في الرياض، وعدن هي العاصمة المناسبة لاستئناف عمل الدولة ومؤسساتها التي جمدت منذ عام”، مشيرا إلى أن بقاءها خارج اليمن هي بمثابة خدمة جليلة تقدمها للانقلابيين بإثبات فشلها بإدارة البلاد.
من جهته قال المحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، إنه “لا أحد يتمنى أن تبقى الحكومة خارج اليمن، ولكن ما حدث بشكل عام، يدعو للطمأنينة، حيث أن الحكومة بات بوسعها أن تنجز مهامها من داخل أو من خارج اليمن، وجزء من متطلبات وجودها في الخارج يعود لأسباب لوجستية”.
وتابع التميمي في حديثه لـ”الإسلام اليوم” أن “بقاء الحكومة اليمنية في الرياض، هو جزء من استراتيجية الحرب، المعتمدة من قبل التحالف، الذي يخشى وقوع فراغ دستوري في البلاد خلال معركة استعادة الشرعية”، مضيفا “الرئيس هادي متواجد في عدن، وحضوره يشكل ثقلاً مهماً، ويمكن لجزء من الحكومة، ولأسباب لوجستية، أن تنجز مهامها من الرياض، وخصوصاً الوزارات المعنية بالعلاقات الدولية”.
بدوره يرى الصحفي اليمني فؤاد مسعد أن الأولوية هي لتحرير الأرض اليمنية بشكل كامل، من قبضة مليشيات الحوثي، مشيرا إلى أن “بعض الوزراء لا يزال أداؤهم مرتبطا بالخارج أكثر من الداخل، وعلينا أن نضع هذا بعين الاعتبار، خصوصا أن الرئيس هادي متواجد في عدن مع عدد من الوزراء”.
وبين مسعد، في حديث لـ”الإسلام اليوم” أنه من “الوضع الطبيعي أن تمارس الحكومة مهامها من داخل اليمن، ووجودها في الخارج كان مرحلة استثنائية، ويجب العودة للوضع الطبيعي”، متوقعا عودة قريبة لرئيس الحكومة، برفقة من تبقى من الوزراء إلى عدن، تمهيداً لعودة الحكومة بالكامل إلى عدن”.
وقال وزير الإعلام اليمني في تصريحات صحافية سابقة، إن الحكومة اليمنية حريصة على أن لا يكون الرئيس عبد ربه منصور هادي، ونائبه خالد بحاح، في مكان واحد، – في إشارة إلى إمكانية عودة الحكومة إلى عدن، على الأقل في الوقت الحالي-، وذلك لدواعٍ أمنية، على حدّ قوله.