إمعانا في زيادة معاناة المواطنين اليمنيين، أصدرت حركة الحوثيين المتمردة قرارا أول من أمس بوقف صرف رواتب مئات الموظفين، وإلزامهم بالحضور شخصيا إلى مكاتبها لاستلامه .
وبحسب صحيفة الوطن السعودية فان هذا الإجراء الذي قال عدد من الموظفين إنه محاولة لاختطافهم، وإرغامهم على التوجه لمعسكرات التدريب والمشاركة في العمليات القتالية.
وقال الموظف بوزارة النقل، سليم الشيعاني، إنه اعتاد استلام راتبه بعد تحويله لحسابه في البنك، على غرار ما هو معمول به منذ فترة، وأكد أن القرار الأخير الذي أصدره الانقلابيون يحمل في طياته العديد من المؤشرات. وأضاف قائلا لـ”الوطن”: “ترددت منذ فترة أنباء قوية بأن الميليشيات تريد ابتزاز الموظفين عن طريق رواتبهم الشهرية، وإلزامهم بتكوين ميليشيات للمشاركة في القتال ضد قوات المقاومة الشعبية، عند بدء معركة تحرير صنعاء، لذلك أرادوا تجميع الموظفين في جهات عملهم، وإرغامهم على الذهاب إلى معسكرات التدريب”.
رفع الأسعار
وأضاف الشيعاني “الراتب أصلا لم تعد له قيمة، في ظل الارتفاع الجنوني في الأسعار، عقب سيطرة الميليشيات على العاصمة، وبعد أن كنا في السابق نعاني من أجل إكمال الشهر بالراتب، بتنا نعاني لأجل إكمال أسبوع واحد، واضطر غالبية سكان العاصمة إلى التخلي عن أثاثهم وبيع ممتلكاتهم. لذلك فإننا لن نوافق بطبيعة الحال على المشاركة ضمن الميليشيات الانقلابية، ولو وصل الأمر إلى مصادرة الراتب كله”.
من جانبه، قال الطالب بجامعة صنعاء، حسين منصور، إنه اضطر إلى التوقف عن الدراسة لأجل العمل ومساعدة والده في متطلبات أسرته، وقال “كنت قبل العدوان أدرس في السنة الأخيرة في الجامعة، ولكن والدي موظف وقليل المعاش، وكان ينتظر تخرجي من الجامعة لأجل مساعدته في تربية أشقائي الصغار. وبعد التزايد الكبير في أسعار السلع، اضطررت إلى التوقف عن الدراسة والتوجه إلى السوق، حيث أعمل في تحميل الأغراض، لأجل الحصول على ما يكفي لسد رمق إخوتي الأطفال. لذلك لن أدع والدي يذهب إلى القتال ضمن صفوف الانقلابيين، وسوف أتولى مسؤولية رعاية أسرتي”.