ازدادت في الأيام الأخيرة مؤشرات تصدع جبهة الانقلابيين في اليمن، بالتزامن مع إرباك واضح في سير عمليات ميليشياتهم العدوانية، فيما باتت المخاطر تقترب أكثر وأكثر من الدوائر الضيقة للقيادات الانقلابية والمتمردة على الشرعية، وسط انهيار حالة الثقة الطارئة بين طرفي الانقلاب والتمرد، القيادات العسكرية الموالية لصالح والقيادات الميليشاوية من جماعة الحوثي.
ففي صنعاء أكدت مصادر أن المخلوع علي صالح بات يتخذ الكثير من التدابير الاحترازية ؛لتعزيز إجراءات الحماية المرافقة لتحركاته، غير المعلنة بصنعاء عقب اقتراب القوات المشتركة. وقلص صالح عدد أفراد حراسته وحصر تحركاته.
وكشفت المصادر أن المخلوع قطع منذ أيام اتصالاته مع القيادات الميدانية الحوثية، واستعاض عن ذلك بالتواصل مع اثنين من قيادات الحرس الجمهوري ،لنقل توجيهاته الميدانية للوحدات العسكرية الموالية له.
ولفتت إلى أن صالح رفض نصيحة مقربين منه بالخروج من العاصمة صنعاء إلى منطقة مجاورة، لتوجساته من احتمالات تعرضه لكمين أو إحاطة الحوثيين بمكان انتقاله.
وفي السياق الميداني بدأ صالح وقياداته العسكرية بفقدان السيطرة على بعض المعسكرات الآمنة في صنعاء، إثر تعرضها ومخزونها من السلاح لضربات طيران التحالف العربي، وخروجها عن سيطرة القيادات المولية لصالح، لعجزها عن التصرف وفق المستجدات التي أصبحت لا تسير في صالح الانقلابيين.
واقتحمت عناصر من ميليشيا جماعة الحوثي معسكر الاستقبال بمنطقة ضلاع همدان بصنعاء بعد رفض قائد المعسكر الموالي للمخلوع صالح أوامر الحوثيين بصرف السلاح.
وقالت مصادر عسكرية أن ميليشيا الحوثي نهبت السلاح والذخيرة من المعسكر بعد اقتحامه وسط معلومات عن نقل تلك الأسلحة إلى خارج المعسكر، وأنباء عن اعتزام الميليشيا نقلها إلى محافظة صعدة، في مؤشر لفقدان قيادات المخلوع العسكرية سيطرتها على المعسكرات، لصالح ميليشيا الحوثي.