حذّر المحلل السياسي والعسكري السعودي العقيد أركان حرب إبراهيم آل مرعي دول التحالف العربي من مغبة التأخر في حسم الملف اليمني، «قبل أن يتم تدويله في ظل المتغيرات الأخيرة في المنطقة، وتدخل الدب الروسي بقوة». وقال في حوار مع «الحياة» إن «من الأولويات للرئيس عبدربه منصور هادي، والحكومة (اليمنية) ودول التحالف عودة السفراء، خصوصاً الخليجيين إلى عدن، والمساعدة في إعادة تطبيع الحياة».
ووصف مرعي الذي زار عدن قبل أيام، وجود الجماعات المتطرفة في المدينة بـ «المحدود، ولا يهدد حياة الرئيس ونائبه أو الوزراء»، مبيناً أن هادي «منشغل في عملية تحرير تعز وبسط السيطرة الأمنية، وإعادة البناء والإعمار».
وعن معركة تعز، قال إن «قوات التحالف سلمت المقاومة التجهيزات اللازمة، إلا أن العقبة الرئيسة هي تسلم الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح قيادة العمليات بنفسه، واستخدام الحوثيين خلايا لتنفيذ عمليات على الأرض». مع ذلك توقع «حسم معركة تعز قريباً لصالح الشرعية».
وأضاف أن الولايات المتحدة «رفضت نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن خشية انفصال الجنوب»، منتقداً هذه الخطوة التي اعتبرها «تقوي الميليشيات الحوثية، وتضعف سلطات الرئيس هادي».
وتحدث عن عودة «الحياة الطبيعية إلى عدن، الناس بدأوا ممارسة حياتهم بشكل عام، والجميل أن هناك ترحيباً وتفهماً لدور قوات التحالف، وطبيعة وجودها وأنها لم تأت كقوات احتلال، وإنما تحرير وبناء، وأبناء عدن يشعرون بطمأنينة، ويبذلون جهداً معهم في بناء المدينة. وعلى الصعيد الأمني تخرجت دفعة من قاعدة عصب قوامها 600 فرد للشرطة، سيتم تزويدهم بالتجهيزات اللازمة».
وأضاف أن الوضع الأمني «ليس مثالياً، لكنه جيد، ويحتاج إلى بذل جهود لعدم السماح للتنظيمات المتطرفة بوأد الإنجازات التي حققتها المقاومة وقوات التحالف». وزاد: «ليس لهذه التنظيمات وجود كبير في عدن، فهي تنفذ عمليات متقطعة لا تهدد الدولة أو الحكومة. والتفجيرات التي حدثت في فندق القصر كانت بسبب وجود إجراءات أمنية ناقصة».
وتابع: «قابلنا الرئيس هادي، وهو سعيد جداً لأنه في عدن، ذكرنا له بوضوح أن عودته دافع معنوي كبير لـ25 مليون مواطن يمني، ودافع للمقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف على الأرض. ولذلك نرى أن التحالف حقق أحد أهدافه، وهو عودة الشرعية من خلال عودة الرئيس المهتم الآن بتحرير تعز وبسط السيطرة الأمنية وإعادة البناء والإعمار. لكنه يحتاج إلى عودة السفراء، خصوصاً سفراء دول الخليج. ونتمنى عودتهم في أقرب وقت، وبإمكانهم العودة ضمن إجراءات أمنية صارمة، في العادة البعثات الديبلوماسية تحميها الدول المضيفة، ولكن ليس بالضرورة في المرحلة الحالية».
وعن معركة تعز، قال: إن المقاومة تسلمت الأسلحة النوعية كافة التي تحتاج إليها، وحمود المخلافي (قائد المقاومة) قال ذلك بنفسه في لقاءات عدة. كما أن قائد قوات التحالف في عدن ذكر بوضوح أنه سلم التجهيزات كافة. ولكن العقبة أن دول التحالف تيقنت من أن الحوثيين خلايا على الأرض ينفذون العمليات. ولكن الذي يقود المعركة هو صالح شخصياً، وأعتقد أن معركة تعز لن تطول».
وأكد أن قوات التحالف حددت موقع شقيق الحوثي ونجحت في استهدافه بالفعل. وهو يمثل أغلى قيمة من الناحية القيادية في صفوف الانقلابيين منذ بداية الحرب في آذار (مارس) 2015، وسيكون لذلك تداعيات نفسية ومعنوية تضاف إلى الانهيار في صفوف عناصر الحوثيين وصالح».
وأضاف ان «علي صالح يعتبر هدفاً مشروعاً ومركز ثقل لقوات التحالف. أعلن ذلك العميد أحمد عسيري في بداية الحرب. وظهر في عزاء الراحل الدكتور عبدالكريم الإرياني، وكنا نعلم أين هو، لكن لدى التحالف محددات إنسانية، وهو عدم استهدافه إذا كان وسط تجمع مدني، أو حتى أثناء مرور موكبه في أماكن مكتظة، ولذلك قيادة التحالف ارتأت عدم ضربه، وسيتم استهدافه عندما يحين الوقت المناسب، فالقضاء على صالح وعبدالملك الحوثي يختصر زمن الحرب، وينعكس على الروح المعنوية».