علمت «الشرق الأوسط» من مصادر رفيعة في المقاومة اليمنية، أمس، أن قيادات عسكرية بارزة، وأخرى قبلية في المقاومة، وضعت اللمسات الأخيرة لعملية تحرير محافظة الجوف وآخر جيوب الانقلابيين (تحالف الحوثي – صالح) في محافظة مأرب، في شرق البلاد. وذكرت المصادر الخاصة أن عملية تحرير العاصمة صنعاء «باتت قريبة جدًا»، وأن منطقة خولان، بجنوب صنعاء، ستكون المنطلق لتحرير العاصمة، من قبضة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح. وأكدت المصادر أن اللواء علي محسن الأحمر، الشخصية العسكرية اليمنية البارزة، ومستشار الرئيس اليمني للشؤون الدفاع والأمن، سوف تركن إليه مهمة عسكرية كبيرة في المعارك والمواجهات، وأن هذه المهمة هي عملية تحرير العاصمة صنعاء.
وتأتي هذه المعلومات في وقت اشتدت فيه المواجهات، خلال الساعات الماضية، في جبهات القتال المتبقية في مأرب، صرواح والجدعان بشكل أساسي، في حين أفاد شهود عيان «الشرق الأوسط» بأن طائرات التحالف قامت، لأول مرة، بإنزال منشورات على 3 من مديريات محافظة الجوف، هي حزم الجوف (عاصمة المحافظة)، الغيل والخلق، ودعت تلك المنشورات، المواطنين المغرر بهم إلى «الالتحاق بالشرعية والتخلي عن الحوثيين والمخلوع صالح، وهذه المديريات الثلاث، هي مديريات في خط المواجهة الأول للزحف من اتجاه مأرب»، بحسب المصادر
وفي حين شهدت الفترة الماضية، عملية استكمال تجهيزات عسكرية ولوجستية في صحراء الريان بمحافظة الجوف، وتشمل تلك التعزيزات قوات عسكرية بقيادة العميد الشيخ أمين العكيمي، إضافة إلى قيادات عسكرية وقبلية أخرى، فقد شهدت محافظة مأرب وصول دفعات جديدة من قوات الجيش الوطني، التي كانت يتم إعدادها قرب الحدود اليمنية – السعودية، ويقود هذه القوات العميد الركن هاشم عبد الله بن حسين الأحمر، وتنضوي في إطار «اللواء 21»، والتحقت هذه القوات بالقوات المرابطة في مأرب من قوات الجيش الوطني التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة (مقرها مأرب)، وقوات التحالف.
وكان نائب الرئيس اليمني، رئيس الوزراء، خالد بحاح، زار مأرب، قبل 4 أيام، وأجرى لقاءات موسعة مع قيادات عسكرية وقبلية واطلع على استعدادات القوات العسكرية المرابطة في مأرب. ولمح بحاح، في تصريحات من مأرب، إلى قرب عملية تحرير صنعاء، وذلك عندما ذكر أنه يوجد في هذه المحافظة وقبلها في سقطرى وعدن، وغدا في صنعاء، بحسب تعبيره.
وكانت جبهة قتال جديدة فتحت، قبل أيام، في منطقة خولان بجنوب صنعاء، وقد فشلت الميليشيات الحوثية في اختراق هذه الجبهة والقضاء عليها، رغم أن القائد العسكري الأول في الميليشيات، أبو علي الحاكم، قاد المعارك بنفسه ضد قبائل بني ضبيان وخولان عموما، وهي قبائل مؤيدة للشرعية.
وللمرة الأولى، أعلنت المقاومة الشعبية في صنعاء، عن نفسها وهوية قياداتها، بعد مرور أكثر من عام على نشاطها تحت اسم «مقاومة آزال»، من دون هوية معلنة، وعقدت المقاومة حفل إشهار في مأرب بهذا الخصوص، في إشارة إلى أن مأرب تحولت إلى منطقة مركزية في إطار إدارة الصراع مع المتمردين الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح، في ما يتعلق بالمناطق الشرقية والشمالية.