عاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، برفقة مسؤولين في البرلمان والحكومة، أمس الثلاثاء، إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، قادماً من العاصمة السعودية الرياض، وكان في استقباله قيادة القوات المسلحة الإماراتية المشاركة في قوات التحالف العربي. وأكدت مصادر رئاسية أن هادي سيشرف من عدن على معارك تحرير البلاد من الانقلابيين، لا سيما في تعز.
وأفادت مصادر حكومية يمنية في تصريحات لصحيفة «الخليج» الإماراتية ، أن الرئيس هادي، والمسؤولين اليمنيين، عادوا إلى عدن على متن طائرة عسكرية سعودية أوصلتهم إلى قاعدة عسكرية تشرف عليها القوات الإماراتية في عدن، حيث كان في استقبالهم عدد من القادة العسكريين الإماراتيين، ومن ثم انتقل الرئيس هادي، إلى قصر «معاشيق» مقر إقامته الدائمة.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن الرئيس هادي، عقد فور وصوله، اجتماعاً طارئاً ضم عدداً من المسؤولين الحكوميين المدنيين والأمنيين والعسكريين، وناقش اللقاء جملة من القضايا المتعلقة بمستوى سير العمليات العسكرية لتحرير تعز من المتمردين، والأوضاع العامة على مختلف المستويات والجوانب في مؤسسات ومرافق الدولة المدنية والأمنية والعسكرية بالمناطق والمدن المحررة وفي مقدمتها عدن.
وأكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية محمد مارم في تصريح خاص ل«الخليج»: أن عودة الرئيس هادي، يرافقه نائب رئيس البرلمان الشدادي وستة وزراء آخرين، إلى عدن دائمة وليست مؤقتة، وأن أبرز أولوياته مباشرة إدارة الشؤون العامة للبلاد من العاصمة عدن، والإشراف على العملية العسكرية التي انطلقت بمشاركة قوات الجيش الوطني والمقاومة وبدعم من قوات التحالف العربي لتحرير تعز، ولفت إلى أن عودة الرئيس هادي، إلى عدن تعد بداية لمرحلة جديدة ونقل البلاد إلى مرحلة أفضل.
وضم الوفد الذي عاد برفقة هادي إلى عدن، كلا من نائب رئيس مجلس النواب محمد علي الشدادي، ووزير الخارجية رياض ياسين، ووزير التخطيط والتعاون الدولي محمد الميتمي، ووزير المالية منصر القعيطي، ووزير الأشغال العامة والطرقوحي أمان، ووزير المياه والبيئة عزي شريم، ووزير الزراعة والري أحمد الميسري.
وتقوم قوات إماراتية، «وصلت» قبل أيام، مدينة عدن جنوبي البلاد، بتأمين مقرات إقامة الرئيس هادي والحكومة اليمنية التي غادرت البلاد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقب هجوم إرهابي استهدف مقرها.
وهذه هي العودة الثانية لهادي إلى مدينة عدن منذ اندلاع الحرب أواخر مارس/آذار الماضي، حيث زارها في سبتمبر/أيلول الماضي لمدة 4 أيام، قبل أن يغادرها في 27 من الشهر نفسه متوجهاً إلى نيويورك لإلقاء كلمة اليمن أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتحمل عودة هادي إلى عدن دلائل عدة من ضمنها اشرافه المباشر على عملية تحرير«تعز»، وممارسة عمله السياسي والاداري للبلاد بشكل نهائي، وجديته في محاربة المليشيات الانقلابية وسيطرتها على عدد من المحافظات، بينها العاصمة صنعاء.
وذكرت مصادر مقربة من الرئاسة، أن هادي سيمكث في عدن حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على أن يتوجه بعدها لزيارة عدد من البلدان».
وتعيش محافظة عدن، اضطرابات أمنية وعمليات اغتيال طالت عدداً من القيادات الأمنية والعسكرية الموالية للرئيس ومقار قيادات دول التحالف العربي.
وكانت طائرات حربية ومروحيات «الأباتشي» التابعة للتحالف العربي، حلقت بكثافة، فوق القصر الرئاسي بمنطقة معاشيق، في مدينة عدن، عقب وصول الرئيس عبد ربه منصور هادي، إليه.
وقال سكان محليون «للخليج»، إن «الطائرات الحربية وطائرات الأباتشي حلقت بكثافة على القصر الرئاسي المطل على البحر العربي، فيما فرضت القوات الأمنية سياجاً أمنياً كبيراً على طول الطريق المؤدي إليه».
وأضاف السكان، أن ألعاباً نارية أطلقت بكثافة احتفاءً بعودة الرئيس الذي من المتوقع أن يشرف شخصياً على عملية تحرير مدينة تعز التي بدأت أمس الأول «أولى» مراحل حسم المعركة فيها.
من جانب آخر، وجه الرئيس اليمني، فور عودته، باستئناف الرحلات المدنية من وإلى مطار «عدن الدولي» جنوب اليمن، عقب توقف اجباري دام لأكثر من 40 يوماً. كما وجه بحل مشاكل العالقين وكذلك الجرحى في الأردن والسودان ودول الجوار بعد ان أصبحت موانئ ومطار عدن آمنة ومستقرة.
وفي وقت لاحق، أجرى هادي اتصالاً هاتفياً بمحافظ مأرب سلطان العرادة، أشاد فيه بالدور البطولي للجيش الوطني والمقاومة وأبناء محافظة مأرب الذين قدموا أرواحهم رخيصة دفاعاً عن كرامتهم وأعراضهم والانتصار لإرادة الشعب اليمني ودحر المليشيا الانقلابية وتطهير الوطن من شرورهم. وأكد الرئيس تقديم كافة أوجه الدعم لما من شأنه الحفاظ على الأمن والاستقرار ومكتسابات الوطن من العابثين به والحالمين بعودة العهد الظلامي بعد ان ضحى اليمن بخيرة رجاله من أجل رفع الظلم عن أبناء الشعب والحرية والعدالة والمساواة والعيش الكريم.