قوات التحالف تبدأ عملية عسكرية واسعة، عبر ثلاثة محاور رئيسة لاستعادة مدينة تعز، ثالث اكبر المدن اليمنية جنوبي غرب البلاد.
العملية العسكرية، التي أطلق عليها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اسم (نصر الحالمة) وهو اسم رمزي،تعبيري، لمحافظة تعز، تأتي بعد نحو سبعة أشهر من المعارك الضارية في المحافظة الممتدة إلى مضيق باب المندب، والساحل الغربي، والحدود الشطرية السابقة مع محافظتي لحج والضالع شرقا.
مصادر إعلامية في المجلس العسكري المناهض للحوثيين بتعز، قالت إن قوات حكومية معززة بمدرعات، ودبابات،واليات عسكرية نوعية تابعة للتحالف، تقدمت في المحور الشرقي، انطلاقا من محافظة لحج، عدة كيلو مترات نحو مدينة الراهدة، على الطريق الواصل إلى تعز، غير أن مصادر لمونت كارلو الدولية، تحدثت عن استمرار المعارك الطاحنة في منطقة “الشريجة” عند الحدود الشطرية السابقة بين لحج، وتعز.
إعلام الحوثيين، قال إن مقاتلي الجماعة دمروا “دبابتين ومدرعة”، بينما دمرت ضربات جوية للتحالف عتادا عسكريا للحوثيين وحلفائهم في هذه الجبهة، حسب الإعلام الموالي لحلفاء الحكومة.
وفي وقت لاحق قال مصدر في اللجان الشعبية الجنوبية، إن المقاتلين الجنوبيين، استعادوا جبل “الياس” في مديرية القبيطة بمحافظة لحج، بعد حوالي أسبوع على سقوطه بأيدي الحوثيين وحلفائهم، الذين هددوا منه مواقع القوات الحكومية وحلفائها في منطقة العند، بقصفصاروخي شبه يومي.
وفي المحور الجنوبي، تمكنت القوات الحكومية مسنودة بمقاتلين محليين، استعادة موقعي “المنصورة” و”الخزان” والتقدم صوب “الشقيراء” مركز مديرية الوازعية، وفقا لمصادر إعلامية تابعة لقوات التحالف.
في المقابل، أكدت مصادرمحلية، في مديرية ذو باب عند الساحل الغربي، تقدم القوات الحكومية المدعومة من التحالف إلى منطقة الجديد، على بعد حوالي 27 كم من ميناء المخا، انطلاقا من معسكرالعمري شرقا، والشريط الساحلي جنوبا، إلى منطقتي “عزان ” و”الجديد”،جنوبي الميناءالاستراتيجي على البحر الأحمر.
المصادر ذاتها، قالت إن القوات الحكومية في معسكرالعمري شمالي شرق مديرية ذو باب، شنت قصفا عنيفا على مواقع الحوثيين في السلسةالجبلية المحيطة بالمعسكر، اثر تلقيها تعزيزات عسكرية، بينها خمسة مدافع حديثة.
ودفع التحالف خلال الساعات الأخيرة، بتعزيزات عسكرية ضخمة، تضم كاسحات ألغام، وعشرات المدرعات، والدبابات، وناقلات جند، واليات حربية حديثة، إلى خطوطالتماس في الجبهتين الشرقية، والجنوبية الغربية، من محافظة تعز.
وبموازاة العمليات العسكرية البرية، كثف طيران التحالف بقيادة السعودية، ضرباته على مدينةتعز، مستهدفا بسلسلة غارات جوية عنيفة، مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيسالسابق في الربيعي، وبير باشا، وجامعة تعز، جبل الهان، والتلة السوداء في منطقةالضباب عند ضواحي المدينة الجنوبية.
وقدرت مصادر محلية، مقتل 70 شخصا، و إصابة العشرات في اليوم الأول من المعارك، التي يتسارع إيقاعها نحو اشتباك دام في المدن المكتظة بالسكان.
وقتل 7مدنيين بقصف عنيف من مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق على الاحياء السكنية الخاضعة لحلفاء الحكومة، بينما أفادت وكالة الأنباء الخاضعة لسلطة الحوثيين بمقتل 8 مدنيين، بغارات لطيران التحالف على منزل سكني فيمنطقة صالة شرقي تعز، في وقت دمرت فيه غارات أخرى منشآت تابعة لمطار تعز الخاضع لسيطرة الحوثيين وحلفائهم.
مقاتلات التحالف قصفت أيضا، مواقع الحوثيين في الشريجة، والراهدة عند الأطراف الجنوبية الشرقية لمحافظة تعز على الطريق الممتد إلىمدينة عدن.
كما قتل ثلاثة مسلحين حوثيين، بغارة جوية، استهدفت دورية عسكرية لنقل تعزيزات مالية لمقاتلي الجماعة في مديرية الوازعية.
وكانت أربع غارات أخرى، ضربت مواقع الحوثيين والرئيس السابق، في مديرية المخا الساحلية على البحر الأحمر.
وفي السياق، أكدت مصادر محلية لمونت كارلو الدولية، مقتل ثلاثة من اللجان الشعبية المناهضة للحوثيين، في منطقة راسن، مديرية الوزاعية، بمعارك عنيفة، تمكنخلالها حلفاء الحكومة من التقدم إلى مشارف وادي شراره السفلى.
طيران التحالف يدمر مستودعا للأسلحة في مديرية المسراخ جنوبي شرق مدينة تعز، ويقصف مدرسة يتمركزفيها مسلحون حوثيون في “نجد قسيم” عند المدخل الجنوبي للمدينة.
يأتي هذا في الوقت الذي تجددت فيه المعارك عنيفة في أنحاء متفرقة من منطقة”نجد قسيم” الواقعةعند خطوط الامداد الجنوبية من مدينة عدن إلى المقاتلين المحليبن في تعز.
لمونت كارلو الدولية، قالت إن القوات الحكومية وحلفائها، تمكنوا مناستعادة مناطق “الكدم” و”القحف” و التقدم نحو سوق “نجد قسيم” في البلدة التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من الناحيةالميدانية.
المعارك العنيفة في جبهة الضباب جنوبي غرب مدينة تعز، عادت إلى ضراوتها السابقة، حقق فيها حلفاء الحكومة تقدما في الصباح بمنطقة “الدحي” لم يستمرطويلا، حتى انسحبوا إلى مواقعهم السابقة مساء.