تداول ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي جزءً مقتضباً من لقاء أجرته صحيفة 26 سبتمبر، الناطقة باسم الجيش اليمني، مع الدكتور عبدالكريم الإرياني، رحمه الله، قبل ما يقارب عشر سنوات حول خطر حركة التمرد الحوثية.
ويأتي تداول موقف الدكتور الإيراني، بعد وفاة السياسي اليمني البارز والقيادي في المؤتمر الشعبي العام الدكتور عبدالكريم الإرياني، اليوم الأحد، في أحد المشافي الألمانية الذي دخله مؤخراً بعد انتكاسة صحية .
يعيد مكس نيوز نشر ما قاله الدكتور الإرياني قبل عشر سنوات عن حركة التمرد الحوثية:
س:-حركة التمرد والفتنة التي شهدتها محافظة صعده..بماذا يمكنكم التعليق حول هذه القضية.. وما هو تقييمكم لموقف أحزاب المعارضة والذي جاء مناقضاً للموقف الذي اتخذته الحكومة؟
ج:أولاً التمرد في صعده لا يتفق بأي حال من الأحوال مع تاريخ الجمهورية اليمنية وتاريخ اليمن بشكل عام هذا التمرد لا علاقة له بالنسيج الاجتماعي اليمني ولا بالتاريخ الثقافي والسياسي والديني اليمني..ولكنه نبتة شيطانية استقت ماءها من خارج منابع التراث اليمني والتاريخ اليمني ولكن الأخوان في المعارضة نظروا إليها أنها حركة موجهة ضد النظام ولم يدركوا أو بعضهم لم يشاء ان يدرك انها حركة موجهة ضد مسيرة التاريخ اليمني عبر أكثر من ألف سنة في ضل الدين الإسلامي الحنيف وانها حركة موجهة ضد النظام الجمهوري الذي تتفيأ ظله وحريته وديمقراطيته جميع أحزاب المعارضة على الساحة اليمنية.. والنظرة القاصرة التي تعاملت المعارضة بها مع هذا التمرد تدل على احد شيئين:اما رغبة في التدويل وعليّ وعلى أعدائي (يا رب).. أو جهل وقصور في التدبير و في كلا الحالتين لا يمكن اعتبار موقف المعارضة وصحفها من هذا التمرد موقفاً يتسم بالعقل والحكمة ولن استخدم جملة أقسى من هذه.
س:عبدالوهاب الانسي في اليومين الماضيين في تصريحات صحفية قال ان الحكومة تنتهج نهجاً خاطئاً في معالجة القضايا الأمنية وانتقد ما تقوم به الدولة على صعيد مواجهة التمرد في صعدة.. كيف ترون ذلك؟
ج: هذا يصب في إطار الرد على السئوال السابق.
س:هناك من يطرح بأن ما اتخذته الحكومة من إجراءات في مواجهة الفتنة والتمرد إنما هو استهداف للهاشميين وللمذهب الزيدي.. ما هو تعليقكم؟
ج:هذه أخطر نغمة ظهرت منذ عام 1962م..فقد تقاتل الجمهوريون والملكيون وفي كل جبهة من جبهات القتال هاشمي وأبطال من أبطال ثورة السادس والعشرين من سبتمبر هاشميون وشهداء من شهدا 26سبتمبر هاشميون.. فكيف لنا ان نقول أو نعمم هذه الفكرة الإجرامية فاستهداف المذهب الزيدي أو على الأصح الهادوي- القول بذلك كذب وتضليل وترويج لأمر أخر وليس دفاعاً عن المذهب الزيدي.. المذهب الزيدي الذي بدأت نغمة تتحدث وتقول عنه: المذهب الشيعي – الزيدي..واليوم كلمة (شيعي) لا تعني صراحة إلا إثنا عشري.. الزيدي صحيح شيعي ولكن (هذه قضية تاريخية) فيما قرره الإمام الهادي يحي ابن الحسين وهو حصر الإمامة في البطنين..أما لو قارنت الفقه الزيدي والفكر الزيدي وأراء علماء الزيدية لما وجدت انسجاماً على الإطلاق بينهم وبين الإثني عشرية أو الشيعة الإمامية.. أنا لست ضد الإثني عشرية فهو مذهب من المذاهب الإسلامية ولو كان هذا المذهب عندنا لعملنا ما يعمله السُنة والشيعة في دول عربية وإسلامية حيث الشيعة يصلون في جامع والسنة يصلون في جامع آخر.. بل وفي جامع واحد هناك زاوية يصلي فيها الشيعة وزاوية يصلي فيها السنة.. هذا لم يحدث في تاريخ اليمن على الإطلاق.. ويجب أن نعرف لماذا لم يحدث؟!.. لان مذهب الإمام زيد بن علي مذهب سني أصلا وأصوله حنفية وفروعه معتزلين مبادئ المعتزلة التي تبناها علماء الزيدية خارج اليمن وداخل اليمن وعندما كانت لهم دولة في (طبرستان) هي التوحيد والعدل والوعد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين.. وألغى الإمام الهادي ابن الحسين المنزلة بين المنزلتين وقال الإمامة في البطنين.. يعني أولاد الحسن والحسين هذا هو القاسم المشترك الوحيد بين الزيدية والإثنا عشرية..ولا يوجد قاسم مشترك آخر.. وعلماء الزيدية مثل ابن الوزير وابن الأمير ولشوكاني والمقبلي لم يقروا الشيعة الإمامية على ما هم عليه إذا قرأت مؤلفاتهم تجدهم على نقيض مطلق مع الإثناء عشرية ولكنهم لم يكفروهم كما يفعل البعض اليوم الزيدية لا تقول بعصمة الائمة الاثنى عشرية والاثنى عشرية أو الشيعة الإمامية تقول بالعصمة الزيدية لا تقول ان هناك أماماً غائباً الاثنا عشرية أو الامامية تقول: هناك إماماً غائباً ونحن في انتظاره عجل الله فرجه.. فإذن القول بان حركة الحوثي هي دفاع عن الزيدية أو عن الهاشميين قول كاذب ومضلل ويجب أن يتحصن منه كل يمني وطني غيور.
لقد جنى الحوثي على الوضع الاجتماعي والفكر السياسي والديني والنسيج الاجتماعي المتماسك بين الهاشميين وغير الهاشميين.
هذه جناية كبرى أدت إلى أن ضعاف النفوس والانتهازيين من صغار الموظفين يمارسون فرزاً وتمييزاً خاطئاً كذلك بعض الصحف بدأت هذا الفرز النتن أنا أسميه فرزاً نتناً.. فما تكتبه (البلاغ) و(الأمة) والشورى في جانب والشموع وبعض الأوقات الوحدة والميثاق بصراحة من جانب أخر من تحريض مثل التذكير بيوم السقيفة والفتنة الكبرى والعودة إلى أدبيات القرون الأولى من الإسلام ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين ليس إلا كمن يأخذ الحربة ويضعها في صدره.
كذلك ما تكتبه الشموع وأنا عارف أن كلهم سيلعنون ويشتمون لكن كم شتموا وكم لعنوا فما أقوله لهم ليس إلا ما يستحقونه.. ما تكتبه الشموع لا يقل إن لم يكن اخطر مما كان يكتبه الخيواني.. وما تقوله البلاغ والأمة والشورى هو على نفس المستوى بصورة أخرى.
والغريب أن القائمين على البلاغ والأمة والشورى هم هاشميون يحرضون على الفتنة بين أبناء المجتمع اليمني والقائم على الشموع هاشمي ووالده من أوائل الإثنا عشرية في اليمن وهو اليوم يتقمص عباءة المناضلين المدافعين عن الثورة والجمهورية.
وكلا الطرفين في نفس الصف وأقول لهم اتقوا الله في أنفسكم اتقوا الله في وطنكم اتقوا الله في أبناءكم وأحفادكم.. دعوا هذه اللغة النتنة وقولوا عني ما شئتم..ولكن ما تقولونه لا يقوله مسلم ولا وطني ولا جمهوري.. فإذاً القول بأن الهاشميين مستهدفين قول يروج له بعض الحاقدين على الوحدة ويمارس مظاهر سيئة منه بعض الانتهازيين من صغار الموظفين في الدولة ولا أنكر ذلك فالبعض في دوائر الدولة يقول إن هناك قوائم تعد بالهاشميين في جميع دوائر الدولة..أين نحن ؟!.. هل نحن في عصر هتلر والنازية التي كانت تعد قوائم باليهود!!.. هذا شيء لا يقبله العقل وعلى الذين يمارسونه عن جهل أو عن قصد أن يكفوا عن ذلك وبعضهم يقول ذلك عن جهل ولكن النتيجة لا تقل سوأً عن ما تقوله الشورى والبلاغ والشموع والأمة.
وعلى الذين انساقوا والذين قد ينساقون مرة أخرى مع هذه الفتنة ان يعرفوا أن النار ستحرقهم أولاً قبل ان تحرق غيرهم.
المجتمع اليمني نسيجه واحد تاريخه واحد ثقافته واحدة ديانته واحدة ومذهبه ثنائي هناك أقلية من الإسماعيلية ولكنهم لا يخوضون في السياسة وليسوا مذهباً للدعوة والإستقطاب.. صراحة الإثنا عشرية اليوم دعوة ودعاة ليس في اليمن بل في أرجاء العالم الإسلامي وليس مطلوباً أن ندين أو نعترض..نحن في اليمن لا نقول الإثنا عشرية محرمة لكن أن تتحول إلى حركة والى تمرد والى شعارات وهتافات في الجوامع والى مزايدة على الدولة.. الموت لأمريكا الموت لإسرائيل وهذا الشعار مع الأسف الشديد ليس محصوراً في اليمن بل موجود في أكثر من مكان بما في ذلك في جامع طهران (جامع الإمام الخميني) فإذاً الشعب اليمني في رأيي أصبح بحاجة إلى وقفة وطنية موحدة ليتذكر أن في جبهات القتال بين الجمهوريين والملكيين وفي جبهات القتال بين الشرعية والانفصاليين وفي جبهات القتال ضد الحوثي هناك هاشميون.. فكيف يقول غير الهاشمي ان كل هاشمي أثنا عشري.
وعلينا أن نتذكر أنه عندما كانت صنعاء محاصرة لم تكن منقسمة إلى هاشميين وغير هاشميين بل كانت منقسمة إلى ملكيين وجمهوريين ولاننا انقسمنا إلى ملكيين وجمهوريين على مدى ثمان سنوات من القتال فبمجرد ان تمت المصالحة انتهت المشكلة.. والبعض يسميها حرباً أهلية ولو كانت حرباً أهلية لما نسيناها لان الحروب الأهلية لا تُنسى بسرعة فقد كانت حرباً ملكية جمهورية ولم تكن هناك جبهتان يقاتل فيهما هاشميون وغير هاشميين ففي جبهة الملكيين يمكن الهاشميون لا يساوون 1% فالفتنة الجديدة خطيرة جداً وعلى اليمنيين جميعاً أن يحذروها وان يتقوا شرها وان لا يتعاطفوا معها ولا يمالئوها.