رفض، أول من أمس، مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بى آي) التعليق على أخبار بأن القرصان الذي تسلل إلى بريد جون برينان مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) فعل ذلك بسبب عطفه على الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه، أصدرت «سي آي إيه» بيانا قالت فيه إن التحقيقات تجري في الموضوع. ولأن «سي آي إيه» ممنوعة من العمل داخل الولايات المتحدة، قالت إن «إف بي آي» يحقق في الموضوع.
وقال بيان «سي آي إيه»: «نعتبر أن هذه القرصنة في حساب عائلة برينان جريمة. ونعتبر أن عائلة برينان هي الضحية. لقد نهبت ممتلكات إلكترونية خاصة بعائلة برينان بنيات خبيثة. والآن، ينشرها الناس في الإنترنت حول العالم. نحن نرى أن هذه القرصنة يمكن أن تحدث لأي شخص، وأنها يجب أن تدان، لا أن تروج».
حسب الخطابات التي نشرتها «ويكيليكس»، في عام 2008، كتب برينان معلومات كثيرة عن نفسه، وعائلته، وآرائه السياسية، وذلك عندما تقدم بطلب العمل في البيت الأبيض في إدارة الرئيس باراك أوباما الجديدة.
توجد في الوثائق إشادة بمدير «سي آي إيه» السابق جورج تينيت، وتوصية منه لصالح عمل برينان في البيت الأبيض، وأرقام الضمان الاجتماعي لبرينان، ولزوجته، وآخرين من العائلة. ومعلومات عن عمل برينان في «سي آي إيه»، منها أنه شغل منصب مدير مكتب الوكالة في السعودية، خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999.
وتوجد ورقة عن تحديات السياسة الخارجية الأميركية نحو إيران. يتحدث فيها برينان عن «عقبات كثيرة» أمام تحسين العلاقات بين البلدين، بما في ذلك الاستياء من «إطاحة (سي آي إيه) برئيس الوزراء محمد مصدق في عام 1953»، يشير هذا إلى دور «سي آي إيه» في أعقاب تأميم شركات النفط البريطانية والأميركية. يصف إيران بأنها من الدول الراعية للإرهاب. لكنه ينتقد أوصافًا «لا مبرر لها»، مثل وصفها بأنها «محور الشر»، كما أعلن الرئيس السابق بوش الابن بعد هجمات عام 2001 على الولايات المتحدة.
ونددت «سي آي إيه» أمس، باختراق حساب البريد الإلكتروني الشخصي الخاص برئيسها، جون برينان، واصفة هذا العمل بأنه «جريمة» نفذت بـ«نية خبيثة».
وكان موقع «ويكيليكس» – المناوئ للسرية – قد نشر ست وثائق أُخذت من حساب قديم كان يستخدمه برينان.
لكن الوثائق تتضمن مسودة لاستمارة تصريح أمني تشمل «معلومات شخصية». وتعود الوثائق التي نُشرت إلى عام 2009، عندما كان برينان يسعى إلى الحصول على تصريح أمني عندما قدّم أوراقه لوظيفة مستشار في مكافحة الإرهاب للبيت الأبيض.
وكان برينان يعمل آنذاك في القطاع الخاص، بعد أن قضى نحو 25 عاما في «سي آي إيه» بين عامي 1980 و2005.
وادعى طالب في مدرسة أنه هو المسؤول عن اختراق الحساب على شركة «إيه أو إل»، قائلا لصحيفة «نيويورك بوست» إنه كان يحتج على السياسة الخارجية الأميركية.
ونشر حساب الطالب، وهو في الثالثة عشرة من عمره على موقع «تويتر» صورا لما يبدو أنه معلومات حكومية.
وقالت «ويكيليكس» إنها ستنشر المزيد من الوثائق «خلال الأيام المقبلة».
وجاء في بيان لها أن الوثائق المنشورة «تبدو – في الحقيقة – وثائق تظهر اهتمام مواطن بالأمن الوطني وخبرة يتوقع أنه يمتلكها».
وكانت تسريبات تتعلق بأشخاص كبار، متضمنة رسائل كثيرة لدبلوماسيين، قد أزعجت الحكومة الأميركية في السنوات الأخيرة عندما نشرت.
وأصبح استخدام حسابات البريد الإلكتروني الخاصة قضية كبيرة في الأشهر الأخيرة بالنسبة إلى هيلاري كلينتون المتطلعة إلى البيت الأبيض، بعدما تبين أنها كانت تستخدم حسابًا خاصًا وهي تشغل منصب وزيرة الخارجية.
وقد تولى برينان رئاسة «سي آي إيه» في عام 2013، بعد قضائه أربع سنوات مساعدًا للرئيس في شؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب.
وفي القسم الأول من نشر هذه الرسائل، نشر «ويكيليكس» خصوصا مذكرة قصيرة حول إيران مصحوبة بتوصيات وموجهة في تلك الفترة إلى نائب الرئيس المنتخب الذي كان سيتولى مهامه في يناير (كانون الثاني) 2009، كما توجد وثيقتان تعودان إلى 2008 وتتحدثان عن التعذيب، خصوصا نسخة لمشروع قانون كان يبحثه مجلس الشيوخ وتتضمن ممارسات ممنوعة، بالإضافة إلى نشر الموقع نسخة من وثيقة تتألف من 48 صفحة يفترض أن جون برينان قد كتبها في عام 2008 وتتضمن عددا من المعلومات الشخصية.
من ناحيتها نددت «سي آي إيه» بنشر «ويكيليكس» لهذه الوثائق، وقالت في بيان: «لا يوجد أي دليل على أن هذه الوثائق التي نشرت حتى الآن هي مصنفة (سرية)، كما ندد البيان بقرصنة حساب عائلة برينان، التي تُعتبر جناية وقد تمت بنيات سيئة». يُشار إلى أن جون برينان عُين مديرا لوكالة المخابرات المركزية الأميركية عام 2013.
إلى ذلك، وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الوثائق المسربة بأنها «حتى الآن، تبدو أكثر إحراجا منها أكثر ضرا بالأمن الوطني»، وقالت إن الاختراق «زاد قلق المسؤولين الاستخباراتيين والأمنيين بسب تسرب معلومات سرية. وخصوصا بسبب القلق والتحقيقات المستمرة حول تلاعب هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة، بوثائق وزارة الخارجية».
أول من أمس، قال الطالب الذي لم يكشف عن هويته، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك بوست»، إنه وجد في البريد الخاص لبرينان ملفات حساسة. ووصفت الصحيفة الطالب بأنه «طالب ثانوية ذكي، دفعه لعمل ذلك معارضته للسياسة الأميركية نحو الفلسطينيين»، وأنه وصل، أيضا، إلى بريد جي جونسون وزير الأمن الداخلي. وسيقدم ما حصل عليه إلى موقع «ويكيليكس».