تتزايد حالة الانهيارات الواسعة والمتتالية في صفوف وقوات الحوثي المسنودة بقوات تابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح مؤخرا في مواجهاتها مع القوات الشرعية المسنودة بقوات تابعة للتحالف العربي بقيادة السعودية،
حيث باتت قريبة من النهاية الحتمية التي صارت معها المفاوضات السياسية إلى نفق مسدود لم تعد تنفع معها الضغوط الدولية بقدر ما تحتاج إلى مبادرات وتنازلات فعلية على أرض الواقع من قبل قوات الحوثي لنيل فرصة أخيرة للنجاة،
خصوصا مع حالة التصدعات الداخلية في الصف الأول لقيادة الحوثي . يأتي ذلك في ظل تضاعف حدة النزاعات والاختلافات بين قيادات الميلشيا والذي كشفت عنه مؤخرا مصادر مطلعة في الجماعة قولها” إن هناك حالة نزاعات حادة بين قيادات الجماعة ما بين من يرفض التفاوض وآخر يدعو إلى تقديم التنازلات والانسحاب من المدن من أجل الحفاظ والإبقاء على الجماعة مستقبلا”.
وأفادت المصادر ” أن نزاعات حادة وانشقاقات كبيرة تجري في الأثناء في صفوف القيادات الحوثية، وخصوصا بعد الخسارات الكبيرة التي لحقت بقواتهم في محافظة مأرب شرقي البلاد، وفي منطقة باب المندب المنفذ الوحيد لوصول التعزيزات العسكرية لهم”.
وأوضحت المصادر ” أن الانشقاقات تأتي بين الأسر الهاشمية الكبيرة، التي صارت مؤخرا ترفض بالزج بأبنائها في جبهات القتال، وإعلان رفضها القاطع والصريح لذلك”. وذكرت المصادر ” أن اقتراب معركة صنعاء اقلق الأسر الهاشمية، خوفا على مصالحها الشخصية، حيث تقطن العاصمة صنعاء بشكل كبير، وتوجد فيها أملاكها التي تتقاضى منها الآلاف من الأموال”. ولفتت المصادر” أن هذه الأسر وبعد الانكشاف الرهيب لوهم الانتصارات وخصوصا بعد فرض الواقع نفسه بفقدان مأرب وباب المندب بأيدي الجيش الوطني مسنودا بقوات التحالف العربي وعدم قدرة الجماعة على توفير وتغطية العجز المعيشي المتفاقم يوما بعد يوم، صارت هذه الأسر أكثر تجنبا لأي دعوات للقتال، حتى لا تفقد مصالحها”.
وتشير المصادر” إلى أن إعلان الحوثيين مؤخرا عن وثيقة الشرف القبلي ما هي إلا نتاج لهذه التصدعات الداخلية في صفوف الجماعة، وبالتحديد الأسر الأكثر قربا وهي أسرة ” الكبسي – والشامي – والوشلي – وشرف الدين – والمتوكل – وكثير من الأسر الهاشمية”. وكشفت المصادر ” عن امتداد التصدعات إلى الأسر الهاشمية الأكثر قربا من الرئيس السابق علي عبد الله صالح والتي تعمل قيادات كبيرة في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح”. وبينت المصادر ” أن وجود خلافا على القيادة العليا حيث تزداد حدة النزاع عليها بين أسرة في محافظة ذمار والتي ترى أنها أحق واقرب إلى الولاية من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي”.