نشرت صحيفة “كوميرسانت” موضوعا يتعلق بتصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، مشيرة إلى تبادل القصف المدفعي بين الكوريتين واحتمال نشوب حرب واسعة النطاق بينهما.
بدأ في شبه الجزيرة الكورية تصعيد جديد للنزاع القديم، حيث ان الأوضاع تأزمت بصورة حادة، بعد قصف المدفعية الكورية الشمالية مواقع القوات الكورية الجنوبية، مما اضطر هؤلاء إلى الرد بالمثل. على الرغم من أن هذا القصف المتبادل لم يسبب وقوع ضحايا بشرية، إلا أنه يمكن أن يتطور وتكون نتائجه وخيمة.
بيونغ يانغ هددت بالقيام بعمليات حربية، إذا لم ترفع سيئول مكبرات الصوت الكبيرة التي تستخدمها للدعاية ضد بيونغ يانغ لغاية يوم السبت المقبل. استنادا إلى هذا، أعلنت الخارجية الروسية “أن تصعيد التوتر” في شبه الجزيرة، لا يساعد في إعادة المفاوضات بين السداسية الدولية وكوريا الشمالية بشأن برنامجها النووي
إن هذا القصف المدفعي المتبادل، هو الأول منذ عام 2010، ومرحلة جديدة في تصعيد التوتر بين الكوريتين. حيث بدأ تصعيد التوتر في 4 أغسطس/آب الجاري بعد مقتل جنديين من كوريا الجنوبية نتيجة انفجار لغم في جنوب المنطقة الخالية من السلاح الفاصلة بين الكوريتين. سيئول اتهمت جنود كوريا الشمالية بوضع اللغم، لذلك قررت بعد 11 سنة إعادة العمل بالحملة الدعائية ضد كوريا الشمالية في المنطقة الحدودية بين البلدين، باستخدام مكبرات صوت قوية وكبيرة.
كما أن المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة التي انطلقت يوم 17 أغسطس/آب الجاري هي من أسباب تصعيد التوتر، لأن هدفها هو التدريب على كيفية التفاعل مع أي هجوم من جانب كوريا الشمالية. هذه المناورات اعتبرتها بيونغ يانغ “تدريبات لغزوها”، و”إعلان حرب” من جانب سيئول.
أشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية في تصريح لها إلى وكالة “نوفوستي” إلى أن “على جميع الأطراف في هذه الأوضاع التحلي بالصبر وضبط النفس والامتناع عن القيام بأي عمل يؤدي الى تعميق الأزمة، وقبل كل شيء استخدام السلاح“.
من جانبه قال السفير الروسي السابق لدى كوريا الجنوبية، غليب ايفاشينتسيف ، ” المشكلة النووية – هي نتيجة عدم تسوية العلاقة بين الكوريتين. ان إيجاد تسوية لها يجب أن يتم بالموازاة مع الجهود الرامية إلى مصالحة البلدين”. وحسب قوله يمكن أن تلعب الأمم المتحدة الدور الرئيسي في ذلك لأنه منذ عام 1975 لم تناقش المسألة الكورية. وأضاف تجب مناقشة مسألة ضمان أمن كوريا الشمالية.
أما بشأن التصعيد الحالي للأزمة فيقول، بأن سيئول تتحمل بعض المسؤولية فيها لأنها لم تأخذ تحذيرات بيونغ يانغ بشأن مكبرات الصوت، ولم تخفض حجم المناورات العسكرية مع الولايات المتحدة.
اتضح يوم أمس ان النزاع سيتعمق أكثر، حيث أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن التحريض عبر مكبرات الصوت سيستمر. ومن جانبها قالت رئيسة البلاد باك غن هي في كلمتها الموجهة الى الشعب “علينا الرد بحزم على العمل العدواني الشمالي”. ماذا ستكون نتيجة هذه الدعوة، ستكشفها الأيام المقبلة. من جانبها أمهلت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية مدة 48 ساعة (لغاية الساعة 11 بتوقيت موسكو) لفك مكبرات الصوت، وبعكسه هددت بالقيام بعمليات حربية ضدها.