أفادت نتائج دراسة أجريت في إيطاليا بأن المرضى الذين عادة ما لا يلتزمون بتناول أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم قد يكونون أكثر عرضة لنقلهم للمستشفيات بسبب الاصابة بالأزمات القلبية وذلك بالمقارنة بمن ينسون تعاطيها بين الحين والآخر.
وقال الباحثون في دورية ارتفاع ضغط الدم إنه في حين ان نتائج الكثير من التجارب السابقة برهنت على ان تعاطي عقاقير علاج ضغط الدم بصفة يومية يساعد في الحد من مخاطر الاصابة بالأزمات القلبية فلا يعرف الكثير عن النتائج الفعلية لمن اعتادوا عدم المواظبة على تعاطي عقاقيرهم.
وتضمنت الدراسة الحالية قيام الباحثين بمتابعة حالات أربعة آلاف مريض يتعاطون أدوية خفض ضغط الدم في منطقة لومبارديا الايطالية عام 2005 ولمدة ست سنوات ونصف سنة في المتوسط.
وبالمقارنة بمن لا يراعون تناول العقاقير بصفة يومية فان المرضى الذين يتعاطون الأدوية بنسبة تتراوح بين 26 الى 50 في المئة كانوا أقل عرضة بنسبة 17 في المئة للاصابة بالأزمات القلبية ووصلت هذه النسبة الى 34 في المئة بالنسبة لمن يلتزمون بتعاطي علاجهم بنسبة 75 في المئة.
ويقول الاطباء إن هذه النتائج تحمل رسالة مؤداها مدى أهمية تعاطي العقاقير حسب وصفة الطبيب للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم.
وتقول منظمة الصحة العالمية: إن واحداً من بين كل ثلاثة بالغين مصاب بارتفاع ضغط الدم الذي يودي بحياة تسعة ملايين شخص سنوياً على مستوى العالم.
وقلما يدرك المرضى انهم مصابون بارتفاع ضغط الدم لعدم ظهور أي أعراض عليهم وحتى بعد تشخيص المرض فاحيانا ما لا يراعي كثيرون الالتزام بالعلاج لأن مجرد عدم تعاطي جرعة واحدة لا يؤثر على صحتهم.
وتضمنت الدراسة الحالية مرضى حول 67 عاماً من العمر وكان 54 في المئة منهم من الذكور.
واجمالاً نقل 622 شخصاً الى المستشفيات للاصابة بالازمات القلبية بالمقارنة بعدد 3110 أشخاص لم ينقلوا بسبب امراض القلب.
وقالت ماري تريزا براون الباحثة بكلية راش الطبية في شيكاغو التي لم تشارك في الدراسة إن هناك العديد من الاسباب التي تجعل المرضى لا يلتزمون بالعقاقير في مواعيدها “منها التكلفة وعدم سهولة الحصول على الرعاية الصحية والنسيان الذي يرى الاطباء انه السبب الرئيسي لعدم الالتزام”.
واضافت “إلا ان معظم حالات عدم الالتزام كانت متعمدة إذ ارتأى المرضى عدم تعاطي الأدوية”.