في حين يعد التعرق أمرًا طبيعيًا وضروريًا لتنظيم درجة حرارة الجسم، إلا أن التعرق المفرط أثناء تناول الطعام قد يكون علامة على حالة صحية معينة تستدعي التحري والعلاج.
يُعرف هذا النوع من التعرق طبيًا باسم “التعرق الذوقي” أو “متلازمة فراي”، ويرتبط بعدة أسباب محتملة تتراوح بين التلف العصبي والجراحات السابقة في منطقة الرأس والرقبة، إلى تناول أطعمة غنية بالبروتين.
يحدث التعرق الذوقي عادةً عند تناول الأطعمة الساخنة أو الحارة، حيث يرتفع معدل حرارة الجسم بشكل طبيعي، مما يحفز الغدد العرقية على إنتاج كميات أكبر من العرق.
ومع ذلك، في حالات معينة، يفشل الجسم في التمييز بين الإشارات العصبية المسؤولة عن إفراز اللعاب وتلك المتعلقة بالتعرق، فينتج عن ذلك تعرق مفرط في منطقة الوجه والرقبة.
يمكن أن يكون التعرق الذوقي مؤشرًا على تلف في العصب الأذني الصدغي، الذي قد ينجم عن جراحات سابقة في الرأس أو الرقبة، أو عن أمراض مثل القوباء المنطقية (shingles).
كما أن تناول الأطعمة الغنية بالبروتين قد يسبب ما يُعرف بـ “تعرق اللحوم”، وهو تعرق مفرط بعد تناول هذه الأطعمة.
على الرغم من أن التعرق الذوقي قد يكون مزعجًا وغير مريح، إلا أنه لا يشكل خطرًا صحيًا في معظم الحالات، ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية أكثر خطورة، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو السكري، لذلك، من المهم استشارة الطبيب لتحديد السبب الكامن وراء التعرق المفرط أثناء تناول الطعام.
هناك عدة خيارات علاجية متاحة للتعامل مع التعرق الذوقي، بما في ذلك العلاجات الموضعية مثل مضادات التعرق، والأدوية عن طريق الفم، وحتى حقن البوتوكس لشل الغدد العرقية مؤقتًا.
كما يُنصح بمراقبة الأطعمة التي تسبب التعرق الزائد وتجنبها إن أمكن.
في حالات نادرة، قد يكون نقص التعرق خطيرًا أيضًا، حيث يفشل الجسم في التنظيم الحراري بشكل صحيح، مما قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل حاد، وهو ما يُعرف بـ “ضربة الشمس” أو “الإرهاق الحراري”، وهي حالة تهدد الحياة إذا لم يتم علاجها على الفور.
المصدر: الجزيرة نت