الرياض، الدمام: بندر التركي، محمد الشهراني 2015-08-19 12:14 AM
هوى مؤشر السوق المالية السعودية “تاسي” في جلسة أمس إلى مستوى 8197 نقطة، ليغلق المؤشر في سادس جلسة له من التراجعات فاقدا أكثر من 600 نقطة، مسجلا بذلك أدنى إغلاق منذ ثمانية أشهر، وسط تداولات بلغت قيمتها 5.4 مليارات ريال.
أمام ذلك، قال المحلل الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة إن أسباب الهبوط الحاد في السوق تنقسم إلى نوعين خارجية وداخلية، إذ تتمثل الخارجية في انخفاض أسعار البترول وخفض قيمة العملة الصينية “الين”، وما تبع ذلك من تداعيات، أما الأسباب الداخلية فلعل أبرزها تسييل محافظ بنكية وإقدام بعض المستثمرين في السوق على البيع مقابل شراء السندات الحكومية التي أعلن عنها مؤخرا، حيث تبلغ قيمتها 20 مليارا.
المؤسسات الحكومية
وأضاف باعجاجة: “في الآونة الأخيرة قامت جهات حكومية مثل مصلحة مؤسسة التقاعد ومؤسسة التأمينات الاجتماعية والمؤسسة العامة للاستثمار ببيع أسهمها لحاجتها إلى السيولة، وهي بلا شك أحد مسببات ذلك الهبوط، لأن كميات البيع المعروضة للأسهم أعلى من كمية الطلب فأدت إلى انخفاض القيمة السوقية للأسهم”، مبينا أن موجة الهبوط وصلت أدنى حد لها، متوقعا توقف الهبوط على هذا الحد من الخسائر. من جهته، استبعد المحلل المالي ماجد الشبيب في حديثه إلى “الوطن” أي تأثير لكبار الملاك في هبوط السوق بشكل حاد، أو أن وراء ذلك تدخلا من كبار الملاك المؤثرين بالضغط على السوق. وذكر الشبيب أنه من الضرورة بمكان على المتداولين أن يكونوا أكثر نضجا، وأن تكون استثماراتهم في الأسواق المالية مبنية على تحليل الاقتصاديات والشركات، ومعرفة مدى الجدوى في الاستثمار بها بعيدا عن الإشاعات والتوصيات العشوائية. إلى ذلك، شهد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تفاعلا غير مسبوق تجاه ما حصل يوم أمس بسوق الأسهم السعودية، حيث تم إنشاء وسم تحت عنوان “#انهيار_السوق_السعودي”، شارك فيه عدد من المغردين الذين طالبوا هيئة سوق المال بالتدخل وإيضاح ماهية أسباب الانهيار غير المتوقع منذ بداية الأسبوع، كما توقع بعضهم تكرار ما حدث في عام 2006، بل توقع البعض أن يكون عام 2015 أقوى حدة، خصوصا مع ما تشهده أسعار النفط من انخفاض وما تشهده المنطقة من تقلبات سياسية إذا لم تتدارك هيئة سوق المال الوضع قبل الانهيار الكامل.
شكوى المستثمرين
وذكر بعضهم أن التحليل الفني في السوق السعودي ليس دقيقا، معتبرين إياه بالكذبة مقارنة بالأسواق الخليجية، في حين اعتبر بعض المستثمرين أنهم ضحية من أطلق على نفسه “محللا فنيا لسوق الأسهم”، مطالبين هيئة سوق المال بمعاقبتهم وفرض غرامة مالية عليهم والتشهير بهم، حيث إنهم ومنذُ بداية الهبوط بدؤوا بالتصريف عليهم عند أسعار عالية ثم الهروب وعدم الرد على استفساراتهم، وأكدوا أنهم تقدموا ببلاغات عدة عليهم لدى هيئة سوق المال ولم ينظر فيها. وأغلقت كل قطاعات السوق الـ15 أمس على تراجعات كبيرة تصدرها قطاع الفنادق بنسبة 6.11% والتأمين بنسبة 5.45%، ثم قطاع الاستثمار الصناعي بنسبة 4.81%، وقطاع النقل بنسبة 4.70%، والتشييد والبناء بنسبة 4.60%، ثم قطاع الإعلام والنشر بنسبة 4.30%. كما تراجعت مؤشرات القطاعات القيادية ومن بينها قطاع الاتصالات بنسبة 4.20%، والبتروكيماويات بنسبة 3.04%، وقطاع الطاقة بنسبة 2.74%، وقطاع الأسمنت بنسبة 2.62%، والتجزئة بنسبة 2.57%، فيما كان قطاع المصارف أقل القطاعات المتراجعة بنسبة 1.72% ثم قطاع الزراعة والصناعات الغذائية بنسبة 1.90%.