((إنّ الله يُملي للظالم ، فإذا أخذه ، لن يُفلِته )) هذا الحديث كان لي بمثابة البلسم الشافي ، لأني قرأته هذه المرّة ، وأنا أشاهد تطبيقه على الواقع ، تسلل هذا الحديث إلىذاكرتي ، مُطمْئِنا لي بعد جلسة حوارية معنفسي ، في ليلة من ليالي شهر رجب الخير، فبعد طول تفكير، سألت نفسي باستغراب هذه الأسئلة :مالذي جعل علي عبد الله صالح يتهور ، ويعلن حربه الأخيرة التي ليس لها أدنى مبرر، ولماذا أصرّ بأن يشوّه تاريخه، بتحالفه مع مليشيات عميلة خائنة قاتلة. مشوهة السمعة، هو أخبر بتاريخها الأسود، أكثر من غيره ؟!لماذا لم يُهيء علي صالح الظروف لانتخابات نيابية ورئاسية ،وأتوقع بل وأقسم بأنه كان سيحصل هو وابنه أحمد، على نصيب الأسد ، خاصة بعد أن اكتشفنا من خلال هذه الحرب بأنه مازال يمتلك زمام هذا الجيش العائلي الجرار، ومعه الترسانة الضخمة من الأسلحة، ومعه الدولة العميقة ، التي ما زالت تدين له بالولاء ، وتمسك بكل مفاصل الدولة، ومعه الأموال الطائلة ، ومعه الحيل القديمة ، وتقف معه الكثير من الدول المساندة بما فيها دول الخليج ؟!!لماذا قرر علي صالح الخروج للحرب الخاسرة ، أين ضاع عقله ودهاؤه ، أين ذهب كل مستشاريه ؟!!!!أسئلة كثيرة ومنطقية لم أجد لها إجابة .إلا أنني في الأخير وجدت إجابة مقنعة ، عندما مريت على حديث ) إن الله يملي للظالم ، فإذا أخذه لم يُفلِته ((ومن بين ركام الألم ، ومن وسط المأساة، لو نظرنا بعين العقل الثاقبة المستنيرة ، لتأكدنا كيف أنقلب السحر على الساحر، وكيف سقط علي عفاش في هذه الحرب الطائفية الحاقدة ، التي جلس يرتب ويخططلها لمدة أربع سنوات ، وجمع علينا كيده ومكره وجنوده، لوجدنا أن الله ردّ كيده في نحره ، وجعل تدبيره في تدميره ، والسبب هو قانون العدل الإلهي ) لن يُفلِته ( وبعد السقوط الأول ، سقط عفاش ثانية ، وكان سقوطا مدويا ومخزيا، وهذه هي أدلة السقوط :سقط الزعيم :بعد سقوطه الأول في عام 2011م اخترع أتباع عفاش اسم ” الزعيم ” لإعادة إنعاش حاكم محروق جسما وسمعة ، وروّجوا لهذا الإسم بقوة في كافة وسائلهم الإعلامية ، حتى كاد الناس البسطاء يصدقون بأنه زعيم دولة .لكن جاءت حربه الطائفية الأخيرة ، لتسقط هذه الألقاب الكاذبة ، وأظهرت عفاش على حقيقته ، وأنه زعيم عصابة طائفية حاقدة، لدرجة أننا أصبحنا نقرأ لبعض أتباع الزعيم الذين كانوا متحمسين له، وما زالت فيهم ذرّة من وطنية وشرف ، يستحون أن يستخدموا اسم ) الزعيم ( الذي سقط .سقط الوحدوي :ظل عفاش إلى قبل الحرب الأخيرة ، يخدع شعبه بأنه صانع الوحدة الأول ، ويوصف في كافة وسائله الإعلامية بأنه ) الرمز الوحدوي ( .حتى جاءت حربه الأخيرة ، ليكتشف الشعب المخدوع ، بأن هذا المجرم ماهو إلا شخصعنصري إنفصالي ، يستخدم حرب إبادة على أهلنا في الجنوب ، ومن كان يتهمهم بأنهم ضد الوحدة ، ظهروا من خلال هذه الحرب ، بأنهم هم الوحدويون ، وسقط مدعيالوحدة عفاش الانفصالي .سقط الجمهوري :ظل عفاش يخدع شعبه ثلاثة عقود ، بأنه ضد الإمامة الكهنوتية ، وضد الملكية الأسرية، ودُبِّجت لأجله القصائد ، وقُدمت له الأغانيوالأناشيد والخطب باعتباره حامي الجمهورية الأول .إلا أن حربه الأخيرة على شعبه ، كشفت للشعب بأنه ذلك الملكي الطائفي المتعصب ، الذي وضع يده في يد عصابة ملكية خرجت من الكهوف ، لتمارس النهب والقتل والدجل ، ولتستعيد مجد أجدادها الملكيين ، ولتقضي على أي مَعلَم يمت للجمهورية بِصِلة .سقط فارس العرب :حاول المتزلفون التابعون لعفاش في لحظة زمنية بأن يصنعوا منه بطلا عربيا قوميا لا يضاهيه أي رئيس عربي في هذه الصفة العروبية ، ومنحوه وسام ) فارس العرب ( .لكن حربه الأخيرة على شعبه ، فضحته وأظهرته على حقيقته ، وأسقطت عنه الفارس والقومية العربية ، وصار الخائن ) الفارس ( عميلا للمجوس من أهل ) فارس ( يخطط مع دولة إيران الحاقدة على العرب والمسلمين ، وباع ضميره ودينه وعروبته لها ، واستدعاها لتحتل شعبه اليمني العربي الأصيل، ولتحتل جميع الدول العربية ، وتؤسس مملكتها الفارسية المنشودة التي أعلنتها صراحة، وعاصمتها بغداد ، فسقط عميل فارس ، وسقط فارس العرب المزيف .سقط الصالح :حاول عفاش وعصابته المأجورة ، وكتابه المرتزقة حوله ، أن يستغلوا ويروجوا بقوة ، لاسم جده الثالث ) صالح ( ويخدعون به الشعب المسكين ، ليمنحوا عفاش صبغة )) الصلاح (( عاملين في الحسبان ، أن هذه التسمية، ستغطي على فساده ، وتظهره بمظهر الرجل الصالح ، ولأجل تثبيت هذا الاسم ، صرفوا مبالغ خيالية ، من أموال الشعب الجائع ، من أجل تأسيس بعض الأعمال والمنشآت ذات الطابع الخيري ، والتي لها ارتباط بالصلاح ، حتى ينخدع الناس البسطاء والسذّج ، فظهرت مؤسسةالصالح الخيرية ، وجامع الصالح ، ومدرسة الصالح ، وحديقة الصالح ، وجائزة الصالح ، وإكرامية الصالح … الخ .لكن لله الحمد ، جاءت حربه الأخيرة على شعبه لتفضح هذا المجرم الفاسد ، وتكشف حقيقته للمخدوعين به ، وعرفه العالم كله ، بأنه أخطر فاسد في العالم ، وأنه شيطانملعون ، وثعلب مكار، يفعل أكثر مما يفعله اليهود ، حاصر شعبه بسلاحه ، ومنع عنه أبسط مقومات البقاء والعيش ، وفي المقابل بدد أموال الشعب في شراء أضخم ترسانة أسلحة، واستخدمها في قتل الأطفال والنساء والشيوخ ، وخزّنها تحت مساكنهم ، ففضحته الحرب الأخيرة ، وسقط أخيرا عفاش الفاسد القاتل ، والثعلب الماكر.سقط الديمقراطي :لو جمع الشعب اليمني عدد الكلمات والخطب التي تحدث بها عفاش عن الديمقراطية على مدى 35 عاما ، لجمعنا آلاف المجلدات، فكم خدع الشعب بأنه مؤسس الديمقراطية الأول، وكم تفاخر بديمقراطيته المزيفة ، ولمز بها عن قصد جيرانه من دول الخليج ذات الأنظمة الوراثية.لكن الحمد لله ، جاءت حربه الأخيرة على شعبه فأزاحت عن وجهه القناع الأخير ، وظهر بصورة قبيحة ، ملكي مستبد ، جهز ترسانة من الأسلحة والجيش العائلي الجرار، ليبيد كل من يحاول إزاحته عن السلطة ، منطقه هو نفس منطق سلفه فرعون أنا ربكم الأعلى ، ما أريكم إلا ما أرى ، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ، فداس الديمقراطية تحت حذائه ، وتمرد على الداخل والخارج ، ولم يسلَم من طيشه واستبداده ، حتى حزبه المؤتمر الشعبي العام ، الذي كان يتزعمه ، تشتت بسببه ، ومزقه شرّ ممزق ، وأصبحت كبار قياداته تصرح بأنه لا مكان لعلي صالح في المؤتمر. ناهيك عن فرع المؤتمر في الجنوب الذي استقال عن مؤتمر الشمال عند دخول المجرم عفاش المحافظات الجنوبية ،ويقاتل ضد عساكر عفاش. وجناح لمؤتمر في مأرب يقاتل ضده ، وفضحتْ الديمقراطية المزيفة ، بهذه الحرب الأخيرة ، وسقط المستبد عفاش .سقط القبيلي :بقي علي عبد الله صالح لمدة 36 عاما ينسب نفسه للقبيلة ، ويفخر بأنه رمز القبيلة اليمنية الأصيلة، فأحيانا ينسب بيته لبيت الأحمر، وأحيانا يدَّعي بأن علي محسن أخوه ، وأنه من نسلِ حميَر ، وحفيد سيف بن ذي يزن .فجاءت حربه الأخيرة على شعبه ، لتفضح أعماله الإجرامية الرخيصة ، التي تنافي عادات وتقاليد وأعراف القبيلة اليمنية الأصيلة ، وانقلب حتى القبيلة التي كان ينسب أصله لها، وباعها بالمجان، لمراهق صعدة الحوثي .وهذه الأفعال الرخيصة بالطبع. تؤكد أنه شخص رخيص، والعربي الأصيل يقول ) من غرّك أصله دلّك فعله (( وأفعال هذا المجرم. تدل على أنه مجرد شخص لقيط ليس له أصل ، وكل ما يعرفه أهل حاشد أن نسبه ينتهي إلى جده الذي اسمه )) عفاش (( وهذا الاسم يطلق على الشخص الوضيع الذي يعفش ، في لغة القبيلة يفتخر بكذب ، ليغطي نقص فيه، فيضحك الناس من عفشه ولا يصدقونه ، لذلك مستحيل أن تطلقه القبائل على أولادها الأصلاء، مهما حاول المخلوع ، وسحرة المخلوع بأن يجملوه ويحسّنوه ، والحرب الأخيرة أثبتت صحة معنى عفاش ،فسقط القبيلي المزيف والكاذب .هذا هو السقوط الثاني للطاغية الظالم علي عفاش ، وانقلبت الحرب الأخيرة عليه بفضل الله وعدله ، وبعد ان كان عفاش يمتلك ) حصانة ، وحصانا ، وحصونا ( سقطت منه الحصانة ، والحصان ، والحصون، فانتظروا السقطة الأخيرة ، وهي )) سقطة الموت المخزية (( والخاتمة السيئة ، وهذه لن تطول كثيراً، فهل من معتبر