في جنيف..

اقترب ياسر العواضي، أحد أعضاء وفد المتمردين، من د. عبد الملك المخلافي، رئيس وفد اليمن، وأراد مصافحته.
امتنع المخلافي عن مصافحته قائلاً:

لا سلام حتى يتوقف نهر الدم.

فرد عليه العواضي مستهجناً:
يا لطيييف.

.. شيئاً فشيئاً يلفظ جنيف ٢ أنفاسه. وفد الجمهورية اليمنية، بقيادة المخلافي، حجز مقاعد العودة على يوم ٢١ ديسمبر، الاثنين القادم. المتمردون لم يستوعبوا بعد الكارثة التي صنعوها. وعندما يسمعون كلمات مثل “نهر الدم” يقهقون قائلين: يا لطيف.

الساعات الأولى انقضت كالتالي:
يريد الحوثيون رفع الحصار الجوي والبحري عنهم، إيقاف عمليات التحالف، إيقاف عمليات الجيش الوطني، إيقاف عمليات المقاومة، تطبيع الحياة الشاملة في الأراضي التي يسيطرون عليها

مقابل أن يطلقوا المعتقلين الذين اختطفوهم من منازلهم.
وتلك هي أقصى عروضهم التي يقدمونها.

هل سيحدث اختراق مهم قبل الاثنين القادم؟
أشك في ذلك. فالحوارات ستسأنف هذا النهار من النقطة صفر!

التحضيرات التي سبقت مفاوضات جنيف أخذت وقتاً طويلاً وجهداً أممياً واسعاً. عندما حدد موعد انطلاق المفاوضات كان الطرفان، اليمن والمتمردون، قد وافقوا على المسودة وأجندتها، والمراحل العملية للتفاوض.

تفاجأ الجميع في جنيف، الجميع بمن فيهم الجميع!، في أول أيام التفاوض أن الحوثيين يرفضون كل ما سبق واتفقوا عليه مع الوسطاء ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في المرحلة التحضيرية.

إلخ إلخ إلخ..

الحوثيون، بمن فيهم صالح، خليط من الانحطاط والحمق وقلة الخيال والسلاح والضلالات الدينية.

وعند يكون لديك بُنْية بهذا التعقيد فأنت تقف في مواجهة مغارة.

م. غ.