اللواء أحمد يحيى غالب الأبارة ، رجل بحجم اليمن ، صاحب همةٍ عاليةٍ ينظر في الأفق العالي ويجترح المعالي ، دائماً لا يتحدث عن نفسه ولا يطلب شيئاً لنفسه ، زارني – وكثيراً ما كان يشرفني بتلك الزيارة – وكان معه مجموعة من أهلي وجهاء ريمة وكان للجميع هَموم ٌعامةٌ تحدثنا فيها وأجريتُ إتصالات ٍ لتحقيقها … ولاحظتُ أن وجهه قد تمعر حين قام البعضُ ( وأؤكد ) البعض بطرح قضايا شخصية ومصالح ذاتية وقال لي بقوة : أنا آسف لإحراجك بالطلبات الشخصية ما جئنا إلا للمسائل العامة . صحيح هو من وجهاء ريمة لكن كان صاحب آفاق ٍ إنسانية يقف ضد الظلم حيث كان ويمقتُ الإستبداد والدكتاتورية في الكون كله ، نصير الضعفاء لسان مَنْ لا لسان له . رآني أحد الإخوان مرةً وأنا أحتفي به وأجهز له مجلساً بجواري وأرفض أن يجلس بعيداً فقال لي : كيف تحتفي به وتهتم به كل هذا المقدار وهو يساري ؟ قلتُ له : مذهبي هو مذهب الأخ أحمد يحيى غالب هذا الزاهد العفيف إذا كان يسارياً فأنا يساري . رحمة الله تغشاه وخير ثأر له هو تحقيق مبادئه على الأرض . فهل نحن فاعلون ؟