عند ما نطرح هذا السؤال سنجد العديد من الأجابات المختلفة من شخص إلى أخر. لكننا نناهضه ونقاومه لأنه عمل على إستباحة الدولة وهتك هيبتها ونهب وصادر مؤسساتها المدنية والعسكرية وحولها إلى ملكية خاصة به. نقاوم الحوثي لأنه أنقلب على مبادئ وأهداف ثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر والتي من أهم مبادئها سيادة الدولة والتحرر من الكهنوت (الإستبداد) والإستعمار والإستعباد. فهو لم ينقلب على الشرعية الدستورية بل أنقلب على النظام الجمهوري وهوية الدولة اليمنية ومدها القومي و جذرها التاريخي وأراد إعادة الحكم الإمامي الذي أسقطه الشعب اليمني بثورة تاريخية قبل اكثر من خمسين عام فأحدثت تحول تاريخي على المستوى السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي. نقاوم الحوثي لأنه قوض السلم الإجتماعي وشق الصف الوطني وحول المجتمع إلى محاربين من أجل مشروع السيد وأخرين معارضين لمشروع السيد إلى ضحايا يجب قتلهم تحت تهمة الدعشنه. نقاوم الحوثي لأنه أستباح حرمة الدم اليمني وسفكه في كل شبر من الوطن. نقاوم الحوثي لأنه ينطلق من منطلق عنصري ويرفض التعايش مع مكونات المجتمع التي تختلف معه وعمل على تهجيرهم لأنهم يختلفوا معه بالفكر أو المعتقد أو السلالة أو الدين. فأبتداء بتهجير القبائل الذين لا يدينون له بالولاء من صعدة وأحل مكانهم بعض الأسر الهاشمية التي تنتمي إلى سلالته العرقيه. ثم هجر اليهود من ريده لأنهم يختلفوا معه في الدين. ثم هجر السلفيين من دماج لأنهم يختلفوا معه في المذهب. ثم هجر الأحزاب السياسية لأنها تختلف معه في الفكر والتوجه السياسي. ثم هجر المشائخ لأنها تنافسه في النفوذ. ثم هجر رئيس الدولة والحكومة لأنها تنازعه الزعامة والمسئولية. ثم هجر اليمنيين لأنهم يختلفوا معه في الهوية والإنتماء. نقاوم الحوثي لأنه أنقلب على الدستور والقانون مستخدما القوة لفرض إعلانه الدستوري وقانون المليشيات. نقاوم الحوثي لأنه أراد الجهل والتخلف وقتل العلم وإغلاق منافده ومؤسسات التعليم. نقاوم الحوثي لأنه أتى بالتعالي الطبقي في القرن الحادي والعشرين عصر الحداثة والتنوير عصر المساواة والعدالة الإجتماعية. نقاوم الحوثي لأنه أراد فرض الإمامة القهرية الإسرية كبديل للنزاهة والكفاءة والديموقراطية. نقاوم الحوثي لأنه قتل وطرد الجيش المبني على أسس وطنية معتبرا” له بالإمريكي وأستبدله بمليشياته الدموية. نقاوم الحوثي لأنه لا يحمل مشروع وطني تسامحي سوى وهم الإمامة ومشروعه الفئوي الملطخ بالقتل والدمار. نقاوم الحوثي لأنه قضى على مؤسسات الدولة وأختصرها في مؤسساته البدائية. لهذه الأسباب يناهض الجميع الحوثي وستستمر مناهضته حتى تعود الدولة ونظامها الجمهوري وبنيتها المؤسسية وتنتهي الحرب وتختفي المليشيات والجماعات المسلحة ويتوقف نزيف الدم اليمني وتنتهي ثقافة الإنتقام ويعم التسامح والرخاء والمحبة والوفاء.