البراغماتيــــــة والسياسة الامريكية

مدرسة سياسيه شأنها شأن المدارس السياسية الأخرى كالماركسية والواقعية والمثالية وتركز البراغماتية على النتائج الإيجابية والمنفعة التي تؤثر على سلوكنا  الإيجابي .فكل فكره ناجحة لا بد أن تكون لها مردود إيجابي على صاحبها وقد طبقت هذه النظرية على كثير  من مجالات الحياه فطبقت على السياسة والاقتصاد والدين والأخلاق والادب والفن .

فالمدرسة البراغماتية  تعد من أبرز الأسس الفلسفية التي أنبنى عليها الفكر السياسي والاستراتيجي الامريكي .

وتركز البراغماتية على العمل وكذلك على الإنسان الفرد وقدرته على التفاعل مع الآخرين من خلال الأفكار والأعمال التي يؤديها وعدم البحث في جذور الماضي والنظر إلى المستقبل فقط وتعتبر الفرد قيمه عليا  وتركيزها على الأفكار الصالحة والإيجابية التي يقدمها الفرد هي المقياس الوحيد الذي يمكن قياس الفرد فيها.

وربما يتهمها البعض ويجردها من الأخلاق والقيم الدينية نظراً لاعتبارها المنفعة قيمه عليا لقياس الافكار البشرية فهي واحدة من المدارس التي تؤمن بهذا المبدأ شأنها شأن بعض المدارس ا لتي تؤمن بالقوة والمثالية وغيرهما.

ومن ثم يعتبر هذا مبدأ اساس من المبادئ التي تأسست عليها البراغماتية

وهذا لا يعني تجريدها من المعايير الأخلاقية لان مؤسسها الثاني (جيمس) جعل اهتمامه البراغماتي الأول في المجا ل الديني والنفسي وكذلك (ديو) وهو من مؤسسي البراغماتية كان اهتمامه الأول والأخير منصب على الأخلاق قبل كل شئ.

ولم تجرد البراغماتية من معناها الحقيقي إلا من خلال السياسات الأمريكية اللاحقة  واصبح يحكمها منطق العلاقات الدولية وواقع الحياه السياسية الدولية والتي يتطلب معها عدم الالتفات الى المعايير الأخلاقية والمبادئ المثالية في إطار التعامل الدولي.

فواقعية السياسة الدولية والعلاقات الدولية المعاصرة لا يتطلب وفق هذا المفهوم العمل بالمثل والمبادئ الأخلاقية ، فواقع عالمنا المعاصر تحكمه نظرية داروين البقاء للأقوى والاصلح والتي تعد من أهم المرتكزات التي تأسس عليها الفكر البراغماتي بشكل عام والفكر السياسي الأمريكي بشكل خاص .

هذه النظرية تعكس الواقع المعاصر بل وهي التي تحكم السياسة الدولية فكل دولة تبحث عن قوتها ومصلحتها اينما وجدت بغض النظر عن المعايير الأخلاقية إذا تعارضت مع تحقيق هذا الهدف.