أربع جبهات حاسمة للحرب في اليمن

تتواصل العمليات العسكرية والمواجهات في اليمن، تحديداً على أربع جبهات رئيسية تتمركز فيها المعارك ويصفها مراقبون بـ”الحاسمة”، وفي مقدمتها شرق صنعاء والجبهة الساحلية، غربي البلاد، فيما باتت أغلب تصريحات المسؤولين الحكوميين تُرجّح الحسم العسكري، في ظلّ تراجع الحديث عن الحلّ السياسي، مع تمسّك كل طرف بشروطه للمشاركة بالحوار.

تعتبر جبهة نِهم، المديرية الواقعة شرق العاصمة بين صنعاء ومأرب، أبرز الجبهات اشتعالاً، إذ تكشف مصادر ميدانية في “المقاومة” عن وصول مزيد من التعزيزات لقوات الجيش الموالية للشرعية و”المقاومة” إلى جبهات المواجهات مع الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

تُمثل جبهة نِهم، إحدى أبرز الجبهات المشتعلة أخيراً، ولا تقتصر آثارها على التقدّم الميداني لقوات الشرعية نحو صنعاء، بقدر ما أن لها تأثيرات سياسية ومعنوية انعكست على الحوثيين والرئيس المخلوع وتحالفاتهم القبيلة المهددة بالتصدع، بعد الهزائم التي تعرّضوا لها، وجرّاء عملية “شراء الولاءات” من قبل شخصيات موالية للشرعية.

في المقابل، تتابع مقاتلات التحالف العربي غاراتها الجوية بشكل يومي في محيط صنعاء، مع تركيز على المواقع القريبة من جبهات القتال في نِهم، الأمر الذي استمر معه تقدم قوات الجيش الشرعية و”المقاومة”، وتكبّد الحوثيون وحلفاؤهم خسائر كبيرة في الأفراد والآليات جراء هذه الغارات.

ليس بعيداً عن صنعاء، تتواصل المعارك في محافظة الجوف، الواقعة شمال مأرب، بعد إعلان قوات الجيش الشرعية و”المقاومة” السيطرة على مواقع وجبال استراتيجية في المحافظة، في ظلّ تقدّم متواصل بغطاء جوي من مقاتلات التحالف، فيما تعتبر الجوف جبهة حاسمة، بسبب مساحتها كثالث أكبر المحافظات وموقعها الحدودي مع السعودية ومحافظة صعدة معقل الحوثيين.

غرباً، باتت جبهة حجة الساحلية المطلة على البحر الأحمر والحدودية مع السعودية، إحدى أبرز الجبهات التي تزحف من خلالها القوات الموالية للشرعية، إذ أعلنت مصادر عسكرية وصول تعزيزات إلى منطقة ميدي في الأيام الماضية، وتستعدّ لمواصلة العمليات في مديريات حجة الساحلية.

وكانت المعارك في حجة قد بدأت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتسعى من خلالها القوات الموالية للشرعية لفرض حصار على الحوثيين من جهة البحر، إذ تحاصر جبهتا حجة والجوف معاقل الحوثيين في صعدة من الغرب والشرق، فيما تُمهّد جبهة ميدي بحجة، للانتقال لمحافظة الحديدة الساحلية، الحيوية.

في محافظة تعز، الجبهة التي تعجّ بالمواجهات منذ أشهر، حققت “المقاومة” وقوات الجيش الشرعية أخيراً تقدماً ملحوظاً في أكثر من مديرية، مع وصول إمدادات بقوات تلقت تدريبات في المناطق الجنوبية، فيما تتواصل الضربات الجوية بشكل يومي، وخصوصاً في المناطق الساحلية كالمخا وذباب، قرب باب المندب.

وتسعى القوات الشرعية المدعومة من التحالف، إلى فرض طوق حول ما تبقّى من المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، من خلال هذه الجبهات، حجة والحديدة، غرباً، وتعز ومحيطها جنوباً، ومأرب والجوف شرقاً وشمالاً، مع أولوية لتأثيرات معارك صنعاء، لما لها من أبعاد سياسية ومعنوية.

تأتي هذه التطورات الميدانية مع اقتراب الحرب من إتمام عامها على بدء التدخل العسكري العربي الذي بدأ في 26 مارس/آذار الماضي، وفي ظلّ تراجع الحديث عن استئناف المفاوضات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، وكان من المقرر أن تُجرى جولتها الثالثة في يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أنها تعثرت، وتوقع المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أن تُستأنف خلال الشهر الحالي، وهو الأمر الذي لم تظهر مؤشرات إيجابية حوله حتى الآن.

كما فرضت التحوّلات الميدانية خلال الأشهر الأخيرة معطيات رفعت من سقف الحديث عن الحسم العسكري وتراجع الآمال به، إذ بدا أن الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع باتوا أضعف من أي وقت مضى، مع رفضهم القيام بخطوات جادة من شأنها التراجع عن الانقلاب وتنفيذ القرار 2216، الذي تعتبره الحكومة شرطاً لأي عملية سلام.