توكل كرمان : الارهاب الأبن الشرعي للاستبداد بشقيه ، السياسي والفكري

عبرت الناشطة اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان في منشور لها على صفحتها بالفيس بوك عن خشيتها من ان مكافحة الا رهاب “هو اخر ما تريده الأنظمة”  منوهة الى ان الحرب على الارهاب حتى الان فقط جعلت منه”اكثر سطوة وانتشارا”.

وتساءلت كرمان في كلمة القتها اما المؤتمر الدولي لرجال الاعمال الشباب في مدينة اسطنبول التركية عن كيفية مكافحة الارهاب دون الوقوع ضحية لحرب زائفة عليه او يتحول المجامع الى جزء من الاستغلال السيئ لهذه الحرب على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ونوهت  كرمان الى ان مكافحة الارهاب تكمن في مناهضة الاستبداد والوقوف مع المظلوم ونشر العدل ونساندة الاعندل والتعايش السلمي.

كما ادانت كرمان تصريحات المرشح الامريكي ترمب الاخيرة عن المسلمين قائلة ” دعوني هنا اعلن ادانتي لتصريحات دونالد ترمب المرشح الجمهوري .. وهو تصريح لايليق بمرشح لدولة عظمى كالولايات المتحدة الامريكيه قامت دولتها على اساس احترام حقوق الافراد.”

واشارت كرمان في ختام كلمتها الى ان” الاسلام  دين سلام ومحبة وتعايش كما هي كل الاديان، والامة الاسلامية امة حب وسلام وحضارة كما هي كل الامم،،، الارهاب لا دين محدد له، ولا أمة يمكن وصمها به.”

 

نص المنشور:

ارتبط استقرار سوق المال والاعمال ونموها وازدهارها .. بمكافحة الارهاب والانتصار عليه .

لكن كيف يمكن لنا مكافحة الارهاب دون ان نقع ضحية للحرب الزائفة عليه او نكون جزء من الاستغلال السيئ لهذه المعركة على الصعيدين المحلي والاقليمي والدولي.

اخشى ان مكافحة الارهاب المكافحة الجادة والشاملة هو اخر ماتريده الانظمة ، لقد نجحت الحرب العالمية على الإرهاب حتى الآن فقط في جعل الإرهاب اكثر سطوة وقوة وانتشار برغم الضجيج العالمي حول مكافحته منذ زمن !!

يمكنني القول انكم كرجال اعمال مصلحة مباشرة في مكافحة الارهاب لنمو اعمالكم وازدهار اسواقكم وسلامتكم الشخصية وعائلاتكم ومجتمعاتكم كل هذا مرهون بانتصاركم في هذه المعركة العادلة على المستوى الاقليمي والمحلي والعالمي

لكن كيف يتسنى لكم مكافحة الإرهاب .. حين تناهضون الاستبداد .. وحين تقفون مع المظلومين ، وحين تسعون إلى نشر العدل في كل مكان وكل مجال .. حين تمقتون التطرف وتساندون الاعتدال والتعايش والوسطية وتناصرون دعاته افراد وجماعات وحركات ومراكز بحوث ودراسات فأنتم تناهضون الارهاب

سيكون عليكم وانتم اصحاب قدرات عظيمة وخلاقة مكافحة الارهاب عبر مكافحة الاستبداد والتطرف ذلك على المصلحة الاستراتيجية.

الارهاب الإبن الشرعي للاستبداد بشقيه السياسي والفكري،، استبداد الانظمة والحكام واستبداد الفكر الشمولي

الارهاب ليس سوى احد عوارض سيادة آفة الاستبداد السياسي والفكر الشمولي والتي تجر على الشعوب كوراث وعوارض اخرى لا حصر لها.

الذهاب لعلاج شجرة الارهاب يجب ان يقودنا الى التعامل المباشر مع الجذور لا الاوراق والفروع، مكافحة الاستبداد والسياسي والفكري معا طريق اوحد للقضاء على الارهاب.

مكافحة الاستبداد السياسي عبر تخليص الشعوب من فساد الفرد والعائلة والطائفة والجهة والمنطقة، وبناء نظام سياسي قائم على احترام حقوق الانسان والمواطنة وسيادة القانون.

أما مكافحة الاستبداد الديني فتتم عبر الاصلاح الديني بما يفضي الى الاعتدال بدل التعصب، فكسر احتكار تأويل النصوص يفتح الباب امام الاجتهادات والتجديد الديني، وفي هذاالسياق يجب علينا جميعا مساندة من يتصدرون لهذه المهمة من الافراد والمراكز والجماعات.

حين نغض الطرف عن قمع الحركات والجماعات المعتدلة نكون قد فتحنا الباب واسعا للجماعات المتطرفة، ونكون قد ساهمنا في شيوع الاستبداد والتعصب الديني، ونكون بطريقة مباشرة شركاء في صناعة ظاهرة الارهاب.

حين لا نحث على التجديد الديني ولا نعمل شيئا للمتصدرين للاصلاح الديني ولا نقدم المعونة الكاملة للحركات والجماعات المعتدلة نكون قد تخلينا عن مسؤوليتنا في مكافحةالارهاب وساهمنا بطريقة مباشرة في سيادة جماعات التطرف.

حين نحمل الاسلام مسؤولية اخطاء قلة قليلة منحرفة، فإننا نشارك في تغذية التعصب والارهاب، وحين لا نتصدى للتمييز ضد المسلمين نشارك بفاعلية في صناعة الاٍرهاب.

حين نقبل بالمستبدين ونرحب بالمشاركة معهم، فإننا نساند الارهاب بصورة مباشرة، وحين نغض الطرف عن انتهاكات المعارضين والمطالبين بالتغيير والاصلاح السياسي فإننانساهم في شيوع الارهاب ونمو ظاهرته.

_________

دعوني هنا اعلن ادانتي لتصريحات دونالد ترمب المرشح الجمهوري .. وهو تصريح لايليق بمرشح لدولة عظمى كالولايات المتحده الامريكيه قامت دولتها على اساس احترام حقوق الافراد.

واؤكد ان مثل هذه التصريحات هي من تذكي نار الارهاب في كل مكان ، وأن هذه العنصرية التي تطال المسلمين بطريقة تغذي الارهاب وتشعل ناره اكثر من مكافحته.

الحرب العالمية على الارهاب ستكون عديمة الجدوى، عديمة المعنى، اذا لم تتجه لمناهضة العنصرية ومكافحة الكراهية واشاعة قيم الحب والسلام بين الشعوب والامم.

حين نغذي الصراع الديني والطائفي نغذي الارهاب ونصنع الاستبداد، حين نغذي الكراهية والتعصب بين الشعوب وبين الأعراق وبين الطوائف نصنع الارهاب والاستبداد ونشارك بدور كبير في تدمير قيم الانسانيه وقيم الاسلام وانهاك امته، ويتحمل اصحابها نصيب اوفر من وزر جرائم وشرور الارهاب.

الاسلام دين سلام ومحبة وتعايش كما هي كل الاديان، والامة