لماذا تخفي أميركا 700 مليون برميل نفط تحت الأرض؟

قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» في تقرير لها: إن القوى العالمية الكبرى تحتفظ بكميات هائلة من البترول في كهوف وخزانات آمنة في أماكن مختلفة حول العالم، وتساءلت: لماذا لا يمكننا استخدام هذه الاحتياطيات؟
وأضاف التقرير: إن هناك شيئا مهما وبالغ القيمة تخفيه الولايات المتحدة على طول ساحل خليجها؛ ففي أربعة مواقع آمنة وغير لافتة للانتباه، يوجد ما يقرب من 700 مليون برميل من النفط مدفونة تحت الأرض، ويمثل ستون نفقـا محفورا في الملح الصخري مخزون الولايات المتحدة الاحتياطي الهائل من البترول.
وأشار التقرير إلى أن هذه المنشأة أقيمت قبل 40 عامًا والآن توجد مخزونات ضخمة من النفط في أماكن متفرقة من العالم، وفي الحقيقة فإن مجموعة كبيرة من الدول قامت بضخ المليارات لأجل تطوير مثل هذه المنشآت، والمزيد منها قادم في الطريق، وتساءل التقرير: لكن ما هذه الاحتياطيات؟ ولماذا قد يود أحد دفن البترول مرة أخرى في الأرض؟
تكمن الإجابة بحسب التقرير في أزمة الطاقة التي وقعت في عام 1973، عندما قطع مصدرو البترول العرب إمداداتهم عن الغرب استجابةً لدعم الولايات المتحدة للجيش الصهيوني في حرب 6 أكتوبر، وقد كان العالم معتمدًا على نفط الشرق الأوسط إلى حد جعل الأسعار تحلق كما أصبح توزيع البترول في محطات الوقود الأمريكية بنظام الحصص، وفي بعض الحالات اختفى البترول تمامًا، وخشي الناس أن أية كمية من البترول يمتلكونها ربما تتعرض للسرقة حتى إن بعضهم ذهب إلى حد حماية سياراتهم بالأسلحة النارية.
وتابع التقرير: بعد عامين شرعت الولايات المتحدة في بناء احتياطي النفط الاستراتيجي عن طريق ملء الكهوف بالنفط الخام حتى إذا ما حدث مستقبلا وتأثرت إمدادات النفط بشدة، يصبح لدى الولايات المتحدة مخزونها الخاص للتغلب على الأزمة عن طريق رفع الأسعار وتخفيف الضغط على الأسواق العالمية.
وتقول أحد المواقع التابعة للحكومة بشيء من الفخر: «إن حجم احتياطي النفط الاستراتيجي الهائل يجعله رادعا لقطع واردات النفط وأداة محورية في السياسة الخارجية الأمريكية» وقال التقرير: إنها فكرة شيقة لكنها مرتفعة التكلفة، وتبلغ ميزانية هذا العام المخصصة للحفاظ على احتياطي النفط الاستراتيجي مائتي مليون دولار.
ونقل التقرير عن بوب كوربن من وزارة الطاقة الأميركية وهو الشخص المسئول عن التأكد من أن هذه الأموال تنفق بحكمة، قوله: «كل المواقع التي تم اختيارها للتخزين تقع فيما نسميه قباب الملح الصخري، والملح غير منفذ للبترول وبالتالي لا يوجد اختلاط أو تحلل لهذا يعد مكانًا ممتازًا للتخزين».
وأشار التقرير إلى أن بوب الذي خدم لاثنين وعشرين عامًا مع الجيش في خفر السواحل الأمريكي فخور بمواقع التخزين الأربعة التي تمتد من باتون روج في لويزيانا وحتى أكبرها بالقرب من مدينة فري بورت الصغيرة في تكساس يحب بوب الإشارة إلى غرف التخزين الهائلة بـ»كهوفي» يقول: «مواقع التخزين في حد ذاتها مذهلة».
أما فوق الأرض فليس هنالك الكثير لرؤيته، فقط بعض رؤوس الآبار وخطوط الأنابيب، وهذه الآبار تجري لآلاف الأقدام في الكهوف في الأسفل وتستخدم لضخ المياه تحت ضغطٍ عالٍ لأجل استخراج البترول عن طريق عملية إحلال، يضيف كوربن أن إدارة مثل هذه البنى التحتية يأتي مع تحديات من نوع خاص، فمثلا كهوف الملح الصخري ليست مستقرة بشكل تام ففي بعض الأحيان تتداعى أجزاء من الجدران أو السقوف مخلفة أضرارا للمعدات التي يجب أن تستبدل بحذر؛ إذ إنه من غير الممكن للعمال الدخول فعليا إلى الكهوف لذا ومثلما يحدث عند استخراج البترول من الآبار الطبيعية يجب أن يتم الأمر عن بعد.
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة اعتمدت في الماضي على مخزونها الاستراتيجي من النفط للخروج من مواقف صعبة