تفاصيل السيطرة على ميدي.. شريان أسلحة الحوثيين

أحدث تحرير الجيش الوطني ميناء ميدي بمحافظة حجة (شمال غربياليمن) ضجة غير مسبوقة، أثارت تساؤلات عن ماهية العملية التي لم يُعرف عن تفاصيلها شيء سوى انتهائها بإعلان الشرعية وقيادة قوات التحالف العربي السيطرة الكاملة على أجزاء واسعة في المنطقة بما فيها الميناء المثير للجدل.

وتفيد تفاصيل العملية العسكرية، التي اطلع موقع الجزيرة نت على أغلبية أجزائها، بأنها تمت وفق خطة دقيقة، وإشراف عسكري رفيع المستوى من قادة الجيش اليمني وقيادة قوات التحالف، وشُكلت غرفة عمليات خاصة لمتابعة تحقيق هدف استعادة الميناء من قبضة الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

ويكمن تركيز قوات الشرعية على الميناء كونه المنفذ البحري الوحيد الذي استقت منه مليشيا الحوثي أسلحتها وعتادها العسكري منذ سنوات بتواطؤ عسكريين يدينون بالولاء لصالح، كما أن الجيش يعد ميدي خطا يمكّن قوات الجيش من التمدد عبره إلى محافظات مجاورة.

وأوضح قائد اللواء 82 مشاه العميد منصور ثوابه أن ما أسهم في سرعة تهاوي قوات الحوثي وصالح هو عنصر المفاجأة الذي توفر في عملية تحرير ميناء ميدي وما جاوره.

وقال -في تصريح للجزيرة نت- إنه تم تنفيذ عملية شملت إنزالا بحريا لقوات بحرية، تم تدريبها تدريبا عاليا، وأُنزلت عبر البحر الأحمر إلى جزيرة “الدويمة” البالغ طولها نحو عشرة كيلومترات، وتقع إلى الشمال من الميناء، وتمكنت تلك القوات من الاستيلاء على الجزيرة في وقت قصير.

وتزامن ذلك الإنزال -حسب ثوابه- مع قصف مكثف وتحليق مستمر لطائرات الأباتشي في أجواء مدينة ميدي، واستهدف القصف أسلحة الحوثيين الثقيلة وأي تحركات عسكرية لهم في الميدان، وكبدهم القصف خسائر فادحة، إضافة إلى أنه عطّل أي حركة دفاعية للمليشيات.

الزحف البري
وذكر قائد اللواء 82 مشاة -وهو اللواء المكلف بتحرير ميدي ويقع تحت إطار المنطقة العسكرية الخامسة- أن الهجومين البري والبحري أسهما بشكل كبير في التمهيد لزحف قوات برية تابعة للجيش الوطني وانطلقت من منطقة “الموسّم”السعودية، لتصل عقب اشتباكات متقطعة وتجاوُز حقول ألغام، إلى قلعة ميدي شرق الميناء.

وأشار إلى أن الجيش الوطني بمساعدة التحالف تمكن من تضييق الخناق على المليشيات من ثلاث جهات: الجهة الشمالية عبر وجود قوات بحرية في جزيرة “الدويمة”، والجهة الشرقية عبر تمركز القوات البرية في القلعة ومناطق مجاورة، والجهة الغربية التي لا يجدون مفرا منها سوى البحر، مما دفعهم للانسحاب من الجهة الجنوبية باتجاه المدينة السكنية لميدي.

وتحدث العميد ثوابه عما وصفها “بالصدمة” التي بدت واضحة على مليشيا الحوثي وقوات صالح حين فوجئت ولم يبق أمامها خيار سوى الفرار، مخلفة وراءها أسلحة وعتادا عسكريا، حسب قوله.

المعنويات مرتفعة
ويرى جنود -تحدثوا للجزيرة نت- أن معنوياتهم التي وصفوها “بالعالية” هي التي أسهمت في إحراز تقدم كبير لقوات الشرعية. وقال جندي -فضل عدم ذكر اسمه- إننا دخلنا المعركة بنية الانتصار للوطن، وحين يكون ذلك هدفنا فإن كل التضحيات تهون دونه.

وروى أحد الجنود -ويدعى بهيدر- مشاهد لمسلحين حوثيين وموالين لصالح، وقال إنهم رأوهم يفرون من مواقعهم بسرعة كبيرة تاركين خلفهم أمتعتهم العسكرية وحتى الشخصية.

وأشار إلى أن الحوثيين زرعوا هذه الأراضي ألغاما كثيرة، لكن تلك الألغام لن تثنينا عن دحرهم واستعادة الدولة التي نحلم بها ويستحقها أبناؤنا، حسب قوله.

وأعلن قادة الجيش الوطني الأربعاء الماضي استكمال تحرير ميناء ميدي، ووصف ناطق باسم الجيش العملية بأنها إنجاز مهم قطع الطريق أمام شحنات الأسلحة والمتفجرات التي وقعت في أيدي المليشيات.