محللون لـ”عربي21″: هكذا ستحسم المعارك في اليمن عام 2016

توقع محللون وسياسيون، متغيرات عدة، في معادلة الصراع باليمن، خلال العام القادم 2016. مؤكدين، انحسار سيطرة الحوثيين على مناطق في شمال البلاد، لاسيما مع وصول طلائع المقاومة والجيش الوطني المؤيد للشرعية، إلى العاصمة صنعاء، واشتداد وتيرة العمليات العسكرية التي تشنها قوات مشتركة تابعة للتحالف العربي، بقيادة السعودية على حدودها الجنوبية مع اليمن.

وتقرأ صحيفة “عربي21″، أراء وتوقعات سياسيين متابعين بشكل جيد لمسارات الحرب الدائرة باليمن، خلال العام المقبل، بناء على معطيات الصراع في 2015 الذي نودعه.

عام انزياح كابوس الانقلاب

توقع الصحفي والباحث السياسي، عادل الأحمدي، أن يشهد العام 2016 معارك طاحنة،  تتمكن  خلالها قوات الشرعية من تحرير مدينة تعز، بالإضافة إلى فتح جبهة كبيرة في صعدة (معقل الحوثيين) في الشهور الأولى من العام المقبل، مع استمرار مشاورات الحل السياسي براعة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ.

وأضاف في حديث خاص لـ”عربي21″، أنه من المحتمل حدوث خلاف عميق بين شقي التحالف الانقلابي الحوثيين والمخلوع صالح، ينجم عنه انهيار لمقاتلي الحوثي في العديد من الجبهات؛ وقبول أحد الطرفين بنتائج في المشاورات لا يقبل بها الطرف الآخر”.

وقال الباحث الاحمدي: “إذا كان العام 2014 هو العام الذهبي للانقلابيين، و2015 عام الانتكاس التدريجي لمشروعهم”، فإن “2016، سيكون عام انزياح كابوس الانقلابيين عن البلد”.

أما عن دور حزب الإصلاح اليمني (الإخوان المسلمين)، في ظل حسابات بعض الدول الإقليمية، فقد أوضح الأحمدي،  أن الإصلاح مكون سياسي يصعب تجاوزه” ، مطالبا قيادات الحزب بـ”إرسال رسائل طمأنة لكل القوى الدولية القلقة منهم”.   وأكد أن إصلاحيي اليمن، مستوعبون أنهم بحاجة للشراكة وليس الاستئثار، خصوصا بعد الضربات الكبيرة التي تلقوها خلال العامين الماضيين”.

2016 سيكون حاسما

وفي هذا السياق، أبدى عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية، فهد سلطان، تفاؤله، من مخرجات الصراع في العام المقبل، حيث قال “يبدو أن عام 2016 سيكون حاسما في إيضاح كثير من القضايا، والتي بقيت غائمة الحديث حولها، بالنظر إلى معطيات ميدان الحرب في عام 2015، الذي نودعه”.

من جانب أخر، رأى سلطان في حديث خاص لـ”عربي21″، أن “حزب الإصلاح بات اليوم أكثر قناعة بالتخلي تماما عن أي ارتباط بجماعة الإخوان المسلمين (التنظيم الدولي)، وهي الخطوة التي كان القيادي في الحزب محمد قحطان، قد بدأها في عام 2007″، مؤكدا أن “قيادات الإصلاح مطالبة بالتوجه إلى أن يكونوا حزبا يمنيا خالصا وقطع كل صلاته بجماعة الإخوان المسلمين”.

وتابع حديثه: هذا الموقف من قبل الإصلاح، سيعطيه القدرة على المناورة والبقاء كشريك فاعل داخل المسار السياسي اليمني”.

وأشار عضو المنتدى السياسي إلى أن الأوضاع في الجنوب، مرحليا،  تتجاوز موضوع الأقاليم، أحد أهم مخرجات الحوار الوطني، وتحمل مؤشرات السير نحو انفصال جنوب البلاد عن شماله، والذي بات وشيكا، بموازاة عدد من التصريحات، بما يجعل عام 2016 حاسما في هذا الجانب”.

وحول مستقبل المخلوع صالح، لفت إلى أن هناك توجه سياسي من علي عبد الله صالح، يفضي إلى بقاء المؤتمر الشعبي العام حاضرا في المشهد، مقابل مغادرته البلاد وليس المشهد السياسي، وهو التوافق الذي بات الجميع متفق عليه وتحديدا الدول الراعية للمبادرة الخليجية والولايات المتحدة الأمريكية”.

وبحسب عضو منتدى السياسية للتنمية الديمقراطية، فإن موضوع اليمن لا يبدو أنه سيحسم سريعا، حتى وإن كانت المملكة العربية السعودية عازمة على إنهاء عاصفة الحزم والبدء في السير نحو تعزيز التحالف العسكري الإسلامي.

عام استعادة العاصمة صنعاء

وفي شأن متصل، يعتقد الإعلامي والمحلل السياسي، عبد الله إسماعيل، أن مسارات الأحداث في اليمن خلال العام 2016، تذهب نحو “استكمال تحرير بقية المناطق التي يسيطر عليها تحالف الحوثي وصالح من خلال استمرار معركة تحرير صنعاء ببعدها الاستراتيجي، وذلك بعد تحييد صعدة  وعمران  (شمالا) وتحرير محافظة الحديدة وتعز  (جنوبا وغربا) ما سيسهل استسلام العاصمة صنعاء.

وأوضح في حديث خاص لـ”عربي21” أن فرضية الحل السياسي، تتراجع بعد فشل مشاورات بييل الأخيرة ، في سويسرا، وما ظهر من تعنت من قبل الحوثيين، وأيضا بعد خطاب صالح الذي يفسر على أنه “خطاب يائس، ربط مصيره بمصير جماعة أيدلوجية متطرفة لن تستسلم إلا بهزيمة واضحة وفاصلة. في إشارة منه إلى الحوثيين.

واتفق إسماعيل، مع ما طرحه سلطان، بأنه “على حزب الإصلاح التماهي بشكل أكبر في الهم الوطني والمعركة الكبرى التي يشارك فيها بفعالية، مع استكمال فك الارتباط بجماعة الإخوان المسلمين باعتباره حزبا سياسيا لن يكتب له النجاح مستقبلا مع بقاء سيطرة العمل السري والأيدلوجي على قراراته وخياراته”.

ولم يبدي السياسي إسماعيل، أي مخاوف من مسألة انفصال الجنوب عن الشمال، لكن هناك رغبة حقيقية لدى أطراف مهمة ومعتبرة في جنوب البلاد، لتأجيل البحث في شكل الدولة حتى الانتهاء من معركة استرداد الدولة بمفهومها العام”، وبالتالي يمكن الاتفاق ضمن مؤسسات قائمة على الذهاب إلى أي شكل من أشكال العلاقة مع الجنوب وستكون الخيارات مفتوحة وممكنة دون خطورة الوضع الحالي.

واستبعد أي دور مستقبلي، للمخلوع علي صالح، لافتا إلى أنه في أسوأ السيناريوهات قد يمنح خروجا آمنا هذه المرة مع تقييد نهائي لتأثيره ولعمله السياسي”.