تهديدات الحوثيين بمفاجآت للسعودية.. تصعيد حقيقي أم مجرد فرقعات إعلامية؟

أثارت تهديدات قادة ميليشيات الحوثيين “الشيعة المسلحة” بشأن وجود مفاجآت للمملكة العربية السعودية، وتوعدهم إياها بتحركات جديدة يتم من خلالها توسيع رقعة الحرب، العديد من التساؤلات حول جدية تلك التصريحات، وما التحركات التي يمكن أن يقوم بها الحوثيون في ظل إعلان التحالف العربي تقدمه على الجبهات الشمالية، عقب تحريرهم الجنوب اليمني، وهل يستطيع الحوثيون حقًا نقل الصراع لخارج اليمن كما تشير تهديداتهم، أم أنها مجرد فرقعات إعلامية نتيجة للهزائم المتتالية التي يتعرضون لها؟

الحوثيون يهددون بمفاجآت

ويعد بيان مكتب الحوثي، الصادر الاثنين الماضي، من أبرز التهديدات الأخيرة التي وجهها الحوثيون للمملكة، حيث هدد باتخاذ ما سماها بـ” خيارات قاسية” تجاه ما وصفه “بقوات العدوان السعودي الأمريكي والمرتزقة”.

وقال بيان المكتب السياسي للحوثي، إن خياراته ستحددها الساعات المقبلة، مضيفًا أنهم أكثر قوة وإصرارًا على مواصلة التصدي لما زعم بأنه “العدوان” بكل الوسائل، مؤكدًا أنهم “من يحدد مكان وزمان المعركة الأجدى والأكثر تنكيلًا بالعدوان”.

وعقب بيان المكتب السياسي لميليشيا الحوثي بـ48 ساعة، خرج عبد الملك الحوثي، زعيم الميليشيات، ليكمل تهديدات حركته للمملكة. محذراً في خطابه، أمس الأربعاء، السعودية، قائلًا: “إن الحرب لم تبدأ بعد”، إلا أن تحذيره جاء مصحوبًا باعترافه بالتراجع الميداني لجماعته وحلفائها في الداخل، معتبراً أن حالة الاستقطاب وشراء الولاءات كانت عاملاً مساعداً لمن وصفهم بـ”الأعداء”.

أما التهديد الثالث والذي يعد من أبرز التهديدات الصادرة عن الحوثيين، فهو التهديد الذي أطلقه عضو المجلس السياسي والقيادي الحوثي، محمد البخيتي، والذي أكد أن الأيام القادمة ستشهد تصعيدًا أكبر ومفاجآت على الحدود السعودية، إذا لم يتوقف ما وصفه بـ”العدوان السعودي”.

وقال “البخيتي”، في تصريح له اليوم الخميس: إن “تصاعد الرد الحوثي يأتي نتيجة لتطوير وصيانة المنظومة الصاروخية”، مضيفًا أن “الوضع الميداني لم يتغير منذ بداية الحرب، صحيح أن أنصار الله انسحبوا من المحافظات الجنوبية، إلا أن هذا كان قرارًا سياسيًا من أجل التركيز على معركة أو جبهة الحدود، وتمكن الجيش وكذلك اللجان الشعبية من التوغل داخل الأراضي السعودية؛ لذلك ما زالت التوازنات ذاتها، سواء في بداية الحرب أو حتى الآن”.

تطور المنظومة الصاروخية للحوثيين

ويبدو أن تلك التهديدات تحمل شيئًا من الجدية ولا تنطلق كلها من صرخات مهزوم، كما يصفها البعض، حيث سبقها تطور كبير في منظومة الصواريخ التي يستخدمها الحوثيون في معاركهم، والموجهة تحديدًا ضد جنوب السعودية.

وقامت ميليشيات الحوثي، خلال الأيام القليلة الماضية، بتصعيد هجماتها الصاروخية على المملكة باستخدام الصواريخ البالستية، والتي لم يتم استخدامها تقريبًا منذ بداية المعركة وحتى الشهر الجاري. وجاء هذا التصعيد ليكشف وجود مفاجآت فعلية لدى الحوثيين، خاصة بالأسلحة المستخدمة في المعركة، وإمكانية وجود المزيد من الأسلحة لدى الميليشيات.

وكان الحوثيون قد أعلنوا بالتزامن مع انطلاق جولة محادثات “جنيف2 ” منتصف الشهر الجاري، عن تصنيع منظومة صواريخ جديدة من طراز “الصرخة 3” محلية الصنع، كما أعلنوا تطوير صاروخ “سام 2” محلياً، ليصبح صاروخاً بالستيًا وبمدى يصل إلى 300 كم، وذلك وفقًا لقناة المسيرة التابعة لهم.

تهديد المنشآت النفطية السعودية

لا يقتصر الخطر الحوثي على تطوير أسلحتهم، ولكن يشير تهديد الميليشيات من قبل باستهداف المنشآت النفطية السعودية، وتحديدًا في يوليو الماضي، إلى أن المنشآت النفطية للمملكة على لائحة تهديداتهم، وعلى الرغم من استبعاد المراقبين آنذاك حدوث تلك الهجمات، نظرًا لاقتصار أسلحة الحوثيين على صواريخ قصيرة المدى، إلا أن تطور المنظومة الصاروخية للحوثيين مؤخرًا، أعاد ذلك التهديد للساحة.

وكان أنور عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، قد استبعد إمكانية هجوم الحوثيين على المنشآت النفطية في تصريح له يوليو الماضي لعدة أسباب، منها أن “استهداف المنشآت النفطية سوف يزيد وقوف العالم ضدهم، وإذا حاولوا القيام بشيء سيكونون في وضع حرج عالميًا. أما بالنسبة للجانب الأمني فإن منابع النفط السعودية محمية إلى حد كبير، ولا يمكن لهم الوصول إليها”.

التعبئة العامة على الحدود السعودية

يعد خيار التعبئة العامة للحوثين على الحدود السعودية أحد أبرز الخيارات الموجه ضد المملكة، منذ بداية إعلانها الحرب ضد الحوثيين باليمن، حيث حاولت الميليشيات الحوثية القيام بتلك الخطوة عقب أربعة أشهر من بداية المعركة، وتحديدًا خلال يوليو الماضي. حيث قام الحوثيون آنذاك بتكثيف تحركات التحشيد وتجنيد الشباب، بعضهم من صغار السن، في العديد من المحافظات، وذلك بالاعتماد على وجاهات وقيادات محلية يثقون بهم.

وأشارت تقارير صحفية إلى أن توجه الحوثيين جاء نتيجة توجيه تحدث عنه الحوثيين آنذاك، عن “خيارات استراتيجية” سيتم الاتجاه إليها لـ”قلب المعادلة”، كما برر الحوثيون التوجه للحشد والتجنيد حينها بالتوجه إلى الحدود مع السعودية.

تهديدات جدية

وحول جدية تلك التهديدات وكيفية تطبيق الحوثيين لها على جبهات القتال، خاصة قرب حدود المملكة، قال المحلل السياسي الدكتور حسين اليافعي: إن “على دول التحالف العربي بقيادة المملكة أن تأخذ تلك التهديدات على محمل الجد، فهذه الجماعة لن تتردد في استخدام أي سلاح من شأنه إلحاق الضرر بدول التحالف، وعلى رأسها السعودية”.

وأضاف “اليافعي”، في تصريح خاص، أن الحوثيين قد يقومون بـ “استهداف المدنيين بشكل مباشر، وأعتقد أن لدى الحوثيين خيارات أخرى تتمثل في اختراق جبهة الحكومة الشرعية في المناطق المحررة، عبر حلفائها من بعض قيادات الحراك الجنوبي، التي تلقت دعمًا من إيران”.

وأكد أن بإمكان ميليشيا الحوثي الحصول على صواريخ متطورة من حلفائها، مضيفًا أن “المقاومة بمأرب قد صادرت بالفعل شحنات أسلحة تم تهريبها عن طريق سلطنة عمان”.