(ارشيفية)

معارك عنيفة في تعز والمليشيات تقصف المدينة بصواريخ “غراد”

شهدت محافظة تعز، جنوب اليمن، خلال الساعات الماضية مواجهات عنيفة، تشتد ضراوتها، بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، ومليشيات المخلوع صالح والحوثي من جهة أخرى، في أكثر من جبهة، وسط استمرار القصف العنيف، من قبل المليشيات بالقذائف الصاروخية والمدفعية على الأحياء السكنية في مناطق مختلفة من المدينة.

وأكد الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري في تعز، العقيد الركن منصور الحساني، لـ”العربي الجديد”، بأن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الجزء الجنوبي من تعز، تصدت لهجمات عدة، أمس، وصباح اليوم الخميس، شنتها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح على مناطق جبل ضحيح وكريف القدسي، والرامة في منطقة المسراخ، جنوب تعز.

وأضاف الحساني أن المليشيات حاولت التقدم ناحية المنطقة، حيث دارت الاشتباكات هناك، بعد قيام الجيش الوطني والمقاومة بصدهم، وتكبيدهم خسائر كبيرة، وصلت إلى عشرات القتلى والجرحى.

وتحدث الحساني عن مقتل نحو 11 وإصابة 23 آخرين في صفوف المقاومة وقوات الجيش في أكثر من جبهة، فيما قتل 31 وجرح العشرات من المليشيات.

وقال شهود عيان، لـ”العربي الجديد”، إن مليشيات الحوثي استهدفت من موقع تمركزها في شارع الستين من الجهة الشمالية للمدينة، اليوم الخميس، بعدد من  قذائف الهاون، مناطق الدحي والحصب غرباً، كما قصفت بصواريخ من نوع “غراد” (المعروف بفعاليته التدميرية)، مناطق الكشار في مديرية مشرعة وحدنان.

وأضاف شهود عيان أن المليشيات قامت بقصف عنيف ومكثف بعدد من القذائف على منطقة الرامة في المسراخ، جنوبي تعز، استخدمت فيه صواريخ “الكاتيوشا”، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وعلى الصعيد ذاته، صدت قوات الجيش والمقاومة الشعبية في الأجزاء الشرقية والغربية هجمات واسعة على مواقعها.

وقالت مصادر ميدانية، لـ”العربي الجديد”، إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية صدت هجمات عدة شنتها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، على مناطق ثعبات والدمغة شرقاً، والدحي ووادي عيسى والمرور غرباً، استخدمت خلالها مدافع من نوع “B10″، بعد أن عززت قواتها في وقت سابق في تلك المناطق.

وكشفت المصادر ذاتها أن المقاومة الشعبية أفشلت تلك الهجمات، وأجبرت المليشيات على التراجع بعد تكبيدها خسائر في المعدات والأرواح، وذكرت بأن المليشيات كثفت من قصفها المدفعي على تلك المناطق، واستهدفت مناطق سكنية بالقرب من مناطق الاشتباكات، خلّفت عدداً من القتلى والجرحى المدنيين.

إلى ذلك، صدت المقاومة الشعبية في الأجزاء الجنوبية، هجمات عنيفة شنتها المليشيات على مواقعها ومواقع الجيش الوطني، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وصرحت مصادر في المقاومة والجيش، لـ”العربي الجديد”، بأن اشتباكات عنيفة اندلعت قرب سوق نجد قسيم ومنطقة الرامة في المسراخ، عقب هجوم عنيف استهدف مواقع المقاومة في المكان ذاته.

وكشف مصدر آخر في المقاومة الشعبية، لـ”العربي الجديد”، بأن  المقاومة الشعبية في مديرية حيفان، جنوب تعز، استعادت موقعي المصير والراجلة بعد معارك شرسة بين قوات الجيش الوطني المسنود بعناصرها ومليشيات الحوثي والمخلوع.

وأضاف المصدر ذاته أن وتيرة المعارك ارتفعت، صباح اليوم الخميس، واستخدمت فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتسببت في خسائر للمليشيات.

ورافق المعارك الدائرة في تلك المناطق، قصف مدفعي متواصل. وقال سكان محليون، لـ”العربي الجديد”، إن مليشيات الحوثي والمخلوع صالح نفذت، من مواقع تمركزها في “جبل الريامي” وقرى “كلبين”، قصفاً مدفعياً وصاروخياً على معظم مناطق الأعبوس في حيفان.

وأسفر القصف، حسب المصادر ذاتها، عن نزوح للسكان، وسجل مقتل 11 مواطناً مدنياً معظمهم من النازحين، فيما تعرّض عدد منهم للإصابة.

وفي سياق المعارك الميدانية، واصل طيران التحالف العربي شن غاراته على مواقع مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في محافظة صعدة، وشن عدة غارات على مناطق تواجدها في مديريات رازح ومنبه والظاهر وحيدان، وجرى تبادل القصف بين الطرفين في المناطق الحدودية.

يذكر أن مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع قد سحبت بعض المقاتلين في عدة جبهات باليمن، ممّن ينتمون إلى محافظة صعدة، وأعادتهم إلى مناطقهم فيها، بعد مخاوف لدى قيادة المليشيات من هجوم مماثل لقوات الشرعية والتحالف على المنطقة، كما حدث في حجة، التي سيطرت فيها قوات الشرعية على ميناء ميدي، فضلاً عن منطقة الطوال وأجزاء من حرض، عبر هجوم من الحدود السعودية.

وإلى جانب ذلك، شن طيران التحالف هجمات على المليشيات في الحديدة، فيما نفذت المقاومة في إقليم تهامة هجوماً على تجمع للمليشيات في حجة.

كما شن طيران التحالف غاراته على المليشيات في تعز، لا سيما في منطقة الحوبان وفي حيفان، وتشهد الأخيرة مواجهات بين المقاومة وقبائل “الأعبوس”.

من جانب آخر، تواصل مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع شن حملة اعتقالات في صنعاء وذمار، طالت عدداً من أبناء المناطق التي توجد فيها مقاومة ضد المليشيات.