تتواصل العمليات لتطهير الجوف بشكل كامل (أحمد علي-الأناضول)

اقتراب قوات الشرعية من صنعاء يربك الحوثيين

بدأت معارك صنعاء وصعدة وحجة، تؤثر في مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في مختلف الجبهات، ووصلت عملية الاحتقان بين الحوثيين ومن يُطلق عليهم “المتحوثون” (الذين يعملون مع الحوثيين من أبناء المناطق)، إلى حد المواجهة بين الطرفين في أكثر من جبهة، فيما تمكنت قوات الشرعية من كسر أولى تحصينات المليشيات إلى صنعاء.

فمع تمكّن “المقاومة” والجيش الوطني من دخول مديرية نهم شرق صنعاء، إضافة إلى فشل المليشيات في اقتحام بني ضبيان في خولان بصنعاء، حدثت حالة ارتباك في صفوف المليشيات، وبدا ذلك واضحاً بعد قيام القيادات بنقل أسرها خارج صنعاء، واختفاء ناشطين في صفوف المليشيات. ووصلت المواجهات بين المليشيات و”المقاومة” والجيش الوطني، أمس الاثنين، إلى ذروتها شرق صنعاء، وهي مواجهات في مناطق جبلية ووعرة، وتتقدّم فيها “المقاومة” والجيش الوطني بشكل كبير بغطاء جوي كثيف لطائرات التحالف، وفق مصادر متعددة لـ”العربي الجديد”.

وترى المصادر أن “أولى تحصينات المليشيات إلى صنعاء تم كسرها من قِبل قوات الشرعية، التي تمكنت من إسقاط ثلاثة معسكرات في ظل أكبر عملية عسكرية تجري، وتقودها قيادات عسكرية وقبلية من صنعاء نفسها، وكانت من ضمن القيادات العسكرية التي غادرت العاصمة مع سقوطها بيد المليشيات، التي حاولت القبض عليها، لكن تلك القيادات تمكنت من المغادرة باتجاه مأرب والرياض”.

ويأتي هذا تزامناً مع عمليات مستمرة لتطهير آخر مديريتين في الجوف، فضلاً عن استمرار المعارك في حجة، وبدء عمل عسكري في صعدة، انطلق فجر أمس الاثنين من البقع وكتاف، ولجأت خلاله المليشيات إلى استخدام صواريخ بالستية بشكل أكبر لمهاجمة مناطق سعودية حدودية، وأيضاً محاولة وقف تقدّم الجيش الوطني في هذه الجبهات.

وأعلن التحالف العربي أمس اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وأفادت الوكالة أن “قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت حوالي الساعة الثالثة والنصف فجراً صاروخاً معادياً تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة جازان”، في جنوب السعودية. وقام سلاح الجو السعودي “بتدمير منصة إطلاق الصاروخ” في اليمن. والصاروخ هو الرابع على الأقل الذي يطلقه الحوثيون وحلفاؤهم باتجاه السعودية منذ الجمعة.

التقدم الذي تحققه قوات الشرعية، دفع بالكثير من مقاتلي المليشيات من الحوثيين في جبهات مناطق الوسط، لا سيما في إب وشمال الضالع والبيضاء، إلى محاولة العودة إلى مناطقهم لتأمينها، لكن الأمر رفضه “المتحوثون” الذين يقاتلون في صفوف المليشيات، ممن استخدمتهم الأخيرة في مناطق الوسط والشرق للقتال في صفوفها. وأدى الأمر إلى حدوث مواجهات بين الحوثيين و”المتحوثين” في أكثر من مرة وكان آخرها مساء الأحد في منطقة العرفاف شمال الضالع، وفق ما كشف شهود عيان لـ”العربي الجديد”. ويقول “المتحوثون” إن الحوثيين يهربون ويتخلون عنهم، ليواجهوا مصيرهم لوحدهم على يد “المقاومة”، وقد يتعرضون لانتقام المجتمع منهم بسبب مشاركتهم في القتال مع الحوثيين ومهاجمة مناطق أخرى.

ومع انتقال المعارك إلى صنعاء ومحيطها، انتقل معها اهتمام الناس من مناطق الوسط إلى مناطق شمال الشمال، هذا فيما كثّف طيران التحالف من غاراته على صنعاء وصعدة والحديدة، مستهدفاً مواقع المليشيات. كما كثّف من طلعات طائرات الاستطلاع لمراقبة مساعي المليشيات في نصب منصات إطلاق صاروخ باليستية.

فيما شهدت منطقتا العرفاف ونجد القرين شمال الضالع، مواجهات بين المليشيات ومقاومة مريس، وتمكنت الأخيرة من استهداف تعزيزات للمليشيات كانت في طريقها من الحقب إلى العرفاف. وفي محافظة شبوة قالت مصادر إن المحافظة تشهد توتراً أمنياً وسط ضغط شعبي على السلطات المحلية والعسكرية فيها بسرعة ضبط الأوضاع الأمنية وتطهير مناطق عسيلان وبيحان من خلايا مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.