الشاعر الذي نسج سيمفونيات الجمال من وديان وجبال وحقول اليمن

اليوم فقدت اليمن شاعرا كبيرا ومؤرخا جليلا.. إنه الشاعر الذي نسج سيمفونيات الجمال من وديان وجبال وحقول اليمن ، من ذراها الشماء وسهولها المضمخة بالكاذي والبن ومن منحدراتها الموشحة بقلائد البن والبهاء ، إنه الشاعر القصيدة والمهجل والبالة والدان والسامر والمغرد والمهيد.. مطهر بن علي الإرياني.. هذا الحشد العارم من ملكوت الجمال الذي استقيت منه كؤوس القصيدة الغنائية منذ مطلع،سبعينيات القرن الماضي وأنا أستمع لفرائده الرائعة يؤديها فنانون كبار..مثل البالة التي جمعت بين المغناة والنص التاريخي بصوت الفنان الكبير علي السمة ، ونشيد فوق الحبل وأغنية الحب والبن بصوت الفنان الكبير علي الآنسي.. وغيرها وغيرها من القصائد المغناة والأوبريتات الغنائية التي كان لي الشرف أن أكون معه ضمن عمل أوبرالي ضم مجموعة من قصائد عدد من الشعراء وأنا منهم وعنوانه.. نبأ من سبأ..القصيدة الرائعة للإرياني التي كانت ضمن العمل، أنتجه التليفزيون.
لقد كان شعره حديقة فيحاء وارفه تفيأ بظلالها الكثيرون وأنا منهم..
ولن أتطرق لبقية أعماله الشعرية والتاريخية ،وكلها ترقى ألى درجة اكتمال الجمال ،فالمقام مقام توديع مهيب لعمود ضياء مهيب في الحضارة اليمنية..لا يسعني إلا أن أرفع خالص العزاء لأولاده وأسرته الكريمة ولكل اليمنين المتيمين بحب الفاتنة الغيداء اليمن السامقة الواحدة..
سائلا الله له الرحمة والرضوان ولأهله وشعبه ووطنه الصبر والسلوان..
إنا لله وإنا إليه راجعون.

الاررياني