جانب من احتفالات تعز بانتصار المقاومة

تعز … الثورة الرابعة …!!

الإنكسارات والإنهيارات التي منيت بها ميليشيا “الحوثعفاشي” في تعز لم تكن خيارا استراتيجيا، ولم تكن انسحابات تكتيكية كما يروج لها إعلام الحوثي والمخلوع صالح، بل هي إنهيارات حقيقية وهزائم مدوية تكتسح صفوف المليشيا على غير موعد.

أرادت مليشيا الحوثي وحليفها المخلوع صالح إمتصاص غضب مناصريها فعمدت الى توجيه وسائل إعلام تابعة لها بتحويل هزائمها في جبهات تعز الى ما أطلقت عليه انسحابات تكتيكية، حتى تستمر في خداعهم أطول فترة ممكنة، وإستغلال سذاجتهم في رفد جبهاتهم المنهارة بالمقاتلين.

نجاحات الجيش الوطني المسنود بالمقاومة الشعبية في فك الحصار كاملا عن مدينة تعز، وتمكنهما من تحرير مقر اللواء 35 الذي انهك المدينة قتلا وتدميرا وصولا الى جبهة الضباب، عقب انهيارات متسارعة في صفوف مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، اعادت الامل والثقة بالجيش الوطني ورجال المقاومة، وحركت المياه الراكدة من جديد، فتلاشت مع هذه الانتصارات كل مساوئ الظن والاحباطات التي علقت بأذهان كثير من الناس بمختلف توجهاتهم.

لقد جاءت انتصارات تعز لتحيي في نفوس الناس الامل من جديد، وتبث فيهم روح التفاؤل وتعيد لهم امجاد ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين ضد الامامة الرجعية والاستعمار البغيض وثورة فبراير المجيد، في ظروف استثنائية وامكانيات محدودة قوبلت بعزيمة صلبة وارادة قوية من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكانت النتائج مرضية للجميع.

التكتيك العسكري والتخطيط المنظم الذي تنتهجه قوات الجيش الوطني هذه المرة اربكت حسابات المليشيا الحوثية وحليفها المخلوع صالح فعجلت بانفراط عقد التحالف “الحوثعفاشي” وزعزعت الثقة بينهما فتبادلا سيلا من الاتهامات بالخيانة والمؤامرة على الاخر الامر الذي انعكس على تصرفات كلا منهما في تعامله مع الطرف الاخر اضافة الى سعي كل طرف الى المبادرة بتقديم التنازلات والاستسلام بصورة فردية لحكومة الشرعية وقوات التحالف، كما ان هذه الخلافات اثرت بصورة كبيرة على معنويات مقاتليهم في الجبهات التي منيت بهزائم مروعة توشك على ان تقضي على هذه الجماعة بسرعة اكبر مما كان البعض يتصور.

لقد افرزت اعادة هيكلة الخطط العسكرية نتائج ميدانية مذهلة لصالح الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، واثبتت ان الركود الذي اصاب عمليات تقدم الجيش والمقاومة الشعبية ما كان إلا استراحة محارب، وان الايام القادمة حبلى بالكثير من المفاجآت السارة.

انهيار جبهة تعز وخسارة الحلف “الحوثعفاشي” لها سيولد مزيدا من الضغط على قيادات المليشيات والمخلوع صالح، وسيلجأهما ذلك الى تقديم مزيدا من التنازلات والاستسلامات، والبحث عن طرق شتى لرفع الضغط عليهم، حتى لو دفع بهم الامر لتقديم تنازلات للمملكة ما كانوا ليقدموها من قبل بعد هزيمة تعز، لذا لابد من قطع الطريق عليهما والضغط بمزيد من الانتصارات في الميدان دون النظر الى المخارج السياسية التي اثبتت فشلها مرات عدة، والايمان المطلق بان الحسم العسكري مع هذه الجماعة هو المخرج الوحيد لمشكلة اليمن والمنطقة ككل.

اذن انها تعز تعيد لنا امجاد الثورات اليمنية سبتمبر واكتوبر وفبراير وتعلن ميلاد الثورة الرابعة ثورة 11 مارس 2016م.