يوم الغدير بداية الفكرة المأساة

ليس هناك فكرة أساءت للتاريخ الإسلامي وللإسلام نفسه مثل فكرة الولاية .

لقد نقلت التفكير من مفهوم الأمة إلى مفهوم السلالة وحولت الدين من العالمية إلى العائلة وقدمت صورة شائهة عن تصور الدين للحكم والسياسة .

هذه الفكرة العمياء أسقطت الدولة الأموية بدعوى العباسيين الى ماسمي بالرضى من آل محمد وسقطت الدولة العباسية بعدما نخلتها هذه الأفكار من الداخل ابتداء من عهد الرشيد وانتهاء بالسلاجقة وبينما كان أبو جعفر المنصور يختط مدينة بغداد كانت الثورة في المدينة تطالبه بالولاية لآل البيت . وحتى الدولة العثمانية فقد كانت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين الهاشمي هي أهم الأوراق التي تلاعب بها خصومها لإسقاطها .

مئات الثورات والتمردات والدويلات قامت في ثنايا التاريخ تحركها هذه الفكرة دمرت كل جميل في التاريخ الاسلامي وحولته الى تاريخ من الحروب والصراعات .

فكرة الإمامة ولدت من لحظتها الأولى وبدأت تفت عضد المجتمع المسلم ولم تتوقف حتى تركته أشلاء بلا روح .

قال الرسول “من كنت مولاه فهذا علي مولاه “، وذلك لم يكن يعني أن تتحول الدولة إلى وراثة لأن الرسول نفسه يقول “نحن معاشر الأنبياء لانورث ماتركناه صدقة “.

ولهذا اقتضت حكمة الله أن يموت أبناء الرسول قبله .

عندما تتصفح أوراق التاريخ لن تجد فكرة أضرت بالتراث الاسلامي وتحولت الى معول هدم للحضارة الاسلامية مثل هذه الفكرة الممسوخة فكرة الإمامة التي حتى وإن صحت في أمير المؤمنين فهي قطعا لن تصح في عبدالملك الحوثي .